مجتمع

بعد وقف الحرب.. مغربيات عالقات بغزة يناشدن الملك لإجلائهن وإنقاذ أطفالهن من المجاعة

وجهت عائلات مغربية عالقة في قطاع غزة نداءات عاجلة إلى الملك محمد السادس والسلطات المغربية، وعلى رأسها وزارة الشؤون الخارجية وسفارة المغرب برام الله، من أجل التدخل الميداني لإجلائهن وأسرهن خلال فترة وقف إطلاق النار، محذرات من أن الوضع الإنساني قابل للانفجار في أي لحظة مع احتمال تجدد الحرب.

وقالت أمهات مغربيات يقمن في القطاع إن وقف الحرب يمثل فرصة لا تعوض لتتحرك الرباط من أجل إيجاد ممرات آمنة لإجلائهن رفقة أزواجهن وأطفالهن، مشيرات إلى أنهن يعشن أوضاعا مأساوية تتفاقم يوما بعد يوم، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

وأضافت العالقات في نداءات وجهنها عبر جريدة” العمق”، أن أطفالهن يعانون من سوء التغذية بسبب استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات، متهمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”التلاعب” بمخرجات اتفاق الهدنة.

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق”، فإن عدد المغربيات العالقات في غزة يتجاوز 13 سيدة من أصول مغربية متزوجات من فلسطينيين، دون احتساب الفلسطينيين الآخرين الحاصلين على الجنسية المغربية.

وكشفت مصادر خاصة للجريدة أن جمعية محلية في غزة قامت مؤخرا، بطلب من جهات رسمية مغربية، بإحصاء هذه العائلات لدراسة إمكانية تقديم مساعدات غذائية عاجلة لهن وضمان وصولها إليهن بدقة.

مراسلة إلى رام الله

في هذا الصدد، توصلت جريدة “العمق” بمراسلة جديدة وجهتها عشر مغربيات عالقات في غزة إلى السفارة المغربية برام الله، طالبن فيها بالتدخل السريع لإجلائهن قبل فوات الأوان، وهي مراسلة تضاف إلى أخرى سبق أن وجهتها هيئات حقوقية مغربية إلى وزارة الخارجية والداخلية ورئيس الحكومة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان.

وضمت قائمة الموقعات على المراسلة الجديدة، كلا من رجاء الحبابي، مريم مسرار القيلالي، الكبيرة مختار، سناء نجمي، لطيفة الطويل، أمينة مدكور، مجيدة اليعكوبي، سلمى صدوق، كريمة أريدال، ودنية آيت زاكور.

وجاء في المراسلة الموجهة إلى مسؤولي السفارة المغربية برام الله: “نرجو من سيادتكم ونلتمس منكم ومن جميع المسؤولين النظر في أمرنا نحن المغربيات العالقات بقطاع غزة واسرنا، وذلك بأن يتم اجلاؤنا من قطاع غزة الى المغرب بفعل الحرب والوضع الحالي غير المستقر، لم يتبق لنا شيء لا بيت ولا حياة ولا مستقبل لأطفالنا”.

وأوضحت المراسلة المقتضبة أن “الحياة صعبة جدا لا ماء ولا كهرباء ولا تعليم ولا بيت، نرجو من سيادتكم العمل من اجل اجلائنا بأسرع وقت من اجل الذهاب الى المغرب ولكم جزيل الشكر والامتنان. لقد انتظرنا كثيرا منذ بداية الحرب من أجل اجلاءنا من قطاع غزة بسبب الوضع الكارثي الذي نعيشه”.

وختمت بالقول: “نرجو منكم تأمين سفرنا الشامل، نحن وأسرنا من قطاع غزة الى المغرب، نظرا لظروفنا الاقتصادية والمادية المفلسة التي نعيشها فلنا كامل الحق في أن بتم اجلاؤنا من بلد الحرب كما تفعل باقي الدول مع رعاياها بالخارج”.

معاناة يومية

“حنان.ز”، أم مغربية مقيمة في غزة، قالت في تصريح صوتي لجريدة “العمق”: “تواصلت مع السفارة المغربية برام الله بعد الهدنة، لكن الموظف أخبرني أن السفارة لم تتوصل بعد بأي قرار من الرباط، رغم ما نتوصل به من حديث عن تنسيق مرتقب لإجلاء حاملي الجنسيات الأجنبية، في غزة خلال الأيام الجارية”.

واعتبرت حنان أن جواب السفارة “كان صادما بعد طول انتظارنا لوقف إطلاق النار”، مشيرة إلى أن كل بيوت غزة تدمرت ولا يوجد مكان آمن أو صالح للإقامة، مردفة: “تعبنا بعد عامين من النزوح ولم تعد لنا قدرة وطاقة للاستمرار، ونريد مخرجا عاجلا من هذا الوضع من طرف بلادنا”.

وأفادت سيدة مغربية أخرى بأن طفلتها البالغة 6 أشهر، دخلت في غيبوبة بسبب سوء التغذية، مؤكدة أن الوضع “أصبح يفوق قدرة البشر على التحمل”، وأن الصليب الأحمر أبلغهن بعدم إمكانية إجلائهن دون تنسيق رسمي مع السلطات المغربية.

وتوصلت “العمق”، أيضا، بجدول مطالب من العالقات المغربيات في غزة  يكشف عن حالة اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية، مشيرا إلى أنهن يواجهن صعوبة إيصال معاناتهم للجهات الرسمية المسؤولة عنهم بصفتهم مواطنين مغاربة بالخارج.

وأشار جدول المطالب إلى أن المغربيات يرفعن لائحة احتياجات مستعجلة، على رأسها التدخل السريع من أجل إخراجهن وأسرهن من القطاع المنكوب، وإعداد الوثائق الإدارية قصد الخروج من القطاع، وتوفير التأمين الشامل للسفر، مع مواكبتهن منذ المغادرة للقطاع إلي غاية وصولهن للمغرب سالمات.

وشهر غشت الماضي، تظاهرت عائلات المغربيات العالقات بغزة في اعتصام ليلي أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، حاملين أسماء بناتهم ومطالبهم الملحة، رافعين شعار “إنقاذ بناتنا قبل فوات الآوان”.

نداءات إلى الحكومة

وخلال فترة الحرب، وجهت سيدات مغربيات عدة نداءات إلى السلطات المغربية، من بينهن سلمى صدوق التي ناشدت الملك محمد السادس إنقاذها وطفلتها وزوجها، قائلة إن الشيء الوحيد الذي تملكه اليوم هو أسرتها التي تعيش على وقع الجوع والتشرد.

كما صرحت سناء نجمي، مغربية من الرباط مقيمة في غزة، بأن سكان القطاع “يستغربون كيف لا يتم إجلاؤنا رغم أننا نحمل الجواز المغربي، في حين أخرجت دول أخرى رعاياها”، مؤكدة أن أبناءها يعانون من الجوع، وأن الخروج من غزة “يتطلب تحركا رسميا مغربيا لدى إسرائيل”.

وكانت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين قد راسلت في وقت سابق، رئيس الحكومة ووزيري الخارجية والداخلية خلال الحرب، مطالبة بتدخل عاجل لمساعدة المغربيات العالقات في غزة والمغربيات العائدات منها، اللواتي عانين من ويلات الحرب وفقدن وثائقهن الإدارية.

وأوضحت المراسلات أن المجموعة الأولى تضم نساء داخل غزة يعشن ظروفا تهدد حياتهن، فيما تشمل المجموعة الثانية 18 مغربية عادت إلى أرض الوطن وتعيش أوضاعا نفسية ومادية صعبة بسبب فراق أزواجهن العالقين في القطاع أو مصر.

وطالبت المراسلات بتوفير الدعم النفسي والمادي للعائدات، وإدماج أطفالهن في المدارس، والعمل على لم شمل الأسر بتمكين الأزواج الفلسطينيين من الالتحاق بزوجاتهم في المغرب.

 * صورة الخبر من وقفة سابقة أمام البرلمان لعائلات المغربيات العالقات في غزة