اعتبر إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن المؤتمر الـ12 لحزبه يشكل محطة “للنقاش الجاد” وليس “للشطيح والرديح”، مجددا التأكيد على ثوابت الحزب الوطنية وفي مقدمتها الملكية التي اعتبرها “منبثقة من الشعب وليست مجرد إرث”.
وفي تصريح لجريدة “العمق المغربي” على هامش فعاليات المؤتمر الوطني للحزب الممتد لـ3 أيام، ميز لشكر بين الأجواء الفكرية والسياسية التي تسود داخل حزبه وما وصفها بـ”محطات أخرى”، قائلا: “الأجواء هنا تحمل حرارة القاعة، وهناك إنصات لكل المداخلات. هذا يدل على أن هذه أجواء أخرى غير أجواء الشطيح والرديح التي يمكن أن تجدها في محطات أخرى”.
وأوضح لشكر أن المؤتمر ليس مجرد لقاء تنظيمي، بل هو منصة لطرح برنامج واضح وتشخيص دقيق للواقع، مضيفا: “ستلاحظون أننا طارحين برنامج وطارحين الحلول، وعارفين شنو هي الاختلالات اللي كاينة في البلاد”.
وفي تحديد لموقع حزبه في المشهد السياسي، قدم لشكر تعريفا لما أسماه “المعارضة المسؤولة”، قائلا: “نحن الحزب المعارض الذي يقدر عاليا حجم المكاسب والمنجزات التي عرفتها بلادنا، ولكن هذا لا يمنعنا من إبراز الاختلالات والتنبيه للمشاكل في الحكامة، بطبيعة الحال في ظل ثوابت بلدنا”.
وشدد لشكر ضمن تصريحه على أحد ثوابت الأمة، معتبرا أن “الملكية منبثقة ماشي غير موروثة، منبثقة من الشعب”. وربط هذا المفهوم بالتاريخ النضالي للمغرب قائلا: “الأهمية تكمن في أن يختار محمد الخامس الشعب ومطالب الشعب، وأن يؤدي من أجلها الضريبة ويذهب للسجن والمنفى”.
وعلى الصعيد الشخصي، استحضر لشكر مسيرته الطويلة داخل الحزب التي تمتد لنصف قرن، كدليل على المصداقية والالتزام. قائلا: “أنا نصف قرن التي تحدثت عنها عشتها في الاتحاد، لأنني حضرت المؤتمر الاستثنائي في 1975 وأنا شاب يافع. إنها حياتي وقناعاتي وإيماني بهذا الوطن”.
ودعا الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إلى ضرورة الاستعداد للمستقبل، مؤكدا أن الخمسين سنة القادمة تحمل تحديات غير مسبوقة. قائلا: “50 سنة القادمة في ظل الثورة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وفي ظل ما يعتمر العالم من لا يقين، تتطلب منا جميعا وقفة تأملية”.
واعتبر لشكر أن حزبه أطلق هذه “الوقفة التأملية” من خلال مؤتمره، معربا عن أمله في أن تنتقل هذه “العدوى الإيجابية” إلى باقي الأحزاب السياسية والنقاش العمومي في البلاد، مشددا على أن تحديد محددات المستقبل “مسؤولية وطنية” تقع على عاتق الجميع، سواء في الحكومة أو في المعارضة.