يا الله، ما أبهى هذا اليوم، وما أعظم هذا الوطن!
اليوم كتب شباب المغرب صفحة خالدة في تاريخ كرة القدم العالمية، رفعوا راية الوطن خفّاقة فوق سماء الشيلي، ليعلنوا أمام الدنيا أنّ المغرب، بلد المجد والعزّة، لا يعرف المستحيل.
من قلوبٍ آمنت، وأقدامٍ قاتلت، وعيونٍ لم تعرف النوم، ودموعٍ بلّلت الأرض فرحًا، ووجعًا، وإصرارًا، وُلد فجر جديد.
يا لروعة هذه اللحظة التي جمعت كل المغاربة، من طنجة إلى الكويرة، على نبضٍ واحد، قلبٍ واحد، علمٍ واحد.
هؤلاء الشباب الأبطال، لم يكونوا يلعبون فقط من أجل كأسٍ من ذهب، بل من أجل وطنٍ في القلب منقوش، من أجل ملكٍ أحبّهم وآمن بقدرتهم، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الاستثمار في الإنسان المغربي مشروعًا دائمًا للوطن، ومن امن ودعم الشباب على الدوام.
كم هو جميل أن نرى ثمرة هذا الإيمان تتجسّد في وجوه هؤلاء الأبطال، يرفعون التاج المغربي على منصة المجد، ويُسمِعون العالم نشيدنا الوطني يعلو عاليًا، شامخًا، كجبال الأطلس، صافيا كمياه المتوسط ،، مهيبًا،كظلّ رايتنا الحمراء تتوسّد السماء.
واليوم، لم يحتفل المغرب وحده، بل احتفل العالم بأسره بهذا الإنجاز التاريخي.
فقد رقصت الشعوب على إيقاعات الموسيقى المغربية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وتغنّى الفنانون الأفارقة بأغانٍ تهتف باسم المغرب، رمز المجد الإفريقي الجديد.
وكم كان المشهد رائعًا حين شاهدنا أبناء الجالية المغربية في كل أنحاء العالم، يخرجون إلى الشوارع يحملون الأعلام ويهتفون بحب الوطن، يحتفلون وكأنهم في قلب الرباط أو الدار البيضاء أو مراكش.
فشكرًا لهم، لأبناء الوطن في المهجر الذين لم يغادروا قلوبنا يومًا، وشكرًا لكل من سافر إلى الشيلي ليحمل شغف المغرب إلى المدرجات.
وشكرًا كذلك للشعب التشيلي الشقيق الذي شجّع أبطالنا بكل حبٍّ واحترام، فكانت الفرحة عالمية، إنسانية، مغربية في الروح والوجدان.
ومن فلسطين الحبيبة، من غزة البطلة التي قاومت الألم لتصنع الأمل، ارتفعت الأعلام المغربية في أيدي إخوتنا الفلسطينيين، فكان المشهد مهيبًا: قلوبٌ عربية تخفق للمغرب، وأرواحٌ مؤمنة بالانتصار.
هتفوا باسم المغرب وكأنهم جزءٌ من هذا النشيد، رقصوا على وقع النصر وكأن الفرح مرّ من أزقتهم قبل أن يصل إلينا.
وشكرًا لكل الأشقاء العرب من المشرق إلى المغرب، ولكل شعوب العالم التي آمنت بهذا الحلم المغربي، وشاركتنا فرحة الانتصار بصدقٍ ومحبةٍ وسلام.
اليوم، لم يفُز المنتخب فحسب، بل فاز الوطن كلّه.
فازت الروح المغربية المتشبثة بالحلم، وفازت العزيمة التي لا تُهزم، وفاز الحب الذي يجمعنا تحت ظلّ عاهلنا المفدى، محمد السادس حفظه الله، رمز الحكمة، وملهم الأجيال، وسند الرياضة المغربية في كل الميادين.
فلتبقَ رايتنا مرفوعة،
ولتكن هذه الكأس رسالةً إلى العالم:
أنّ المغرب بلد الأبطال، بلد الإيمان، بلد من إذا أحبّ انتصر، وإذا حلم أنجز، وإذا وعد وفّى.
عاشت المملكة المغربية،
عاش شبابها الأبطال،
وعاش جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيّده.