أخبار الساعة

“سفينة الحب” مسرحية تحكي قصة لاجئين سوريين يبحثون عن حياة جديدة

سوريون في قارب خشبي صغير يحلمون بالوصول إلى أوروبا على أمل إحياء فرقتهم المسرحية قبل أن يغرقوا في البحر، مشهد تصوره مسرحية “سفينة الحب” التي عرضت في عمان أخيرا مسلطة الضوء على أضخم مأساة يشهدها العالم منذ عقود.

وتتألف المسرحية من مشهد واحد من دون توقف يؤديها أربعة شبان وفتاتان، يجلسان في قارب خشبي بطول 5,6 أمتار وعرض مترين. وهي تروي قصة أعضاء فرقة فنية سورية فرقتهم الحرب قبل خمسة أعوام، ويتفق من بقي منهم حيا على الهجرة بحرا إلى أوروبا، أسوة بآلاف السوريين، من أجل إعادة إحياء فرقتهم هناك.

أبطال المسرحية مواطنون سوريون لا يعملون أصلا في مجال التمثيل، لجأوا إلى الأردن هربا من النزاع في بلدهم. والمفارقة أن معظمهم يجسدون أدوارا تعكس جزءا من حياتهم. كما أنهم احتفظوا في المسرحية بأسمائهم الحقيقية. تقوم إيمان البالغة من العمر خمسة عشر عاما بدور فتاة فقدت ساقها اليمنى إثر سقوط قذيفة دبابة قربها في جنوب سوريا. وتعاني إيمان فعلا من بتر ساقها، وقد أصيبت في قصف في منطقة درعا، بين تمارين إعادة التأهيل والتدرب على المسرحية، تمارس إيمان هواية أخرى وهي الرسم.

أسفر النزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات عن مقتل 270 ألف شخص وتهجير الملايين. معظم الممثلين في مسرحية “سفينة الحب” إما جرحوا خلال النزاع، أو اعتقلوا لمشاركتهم في تظاهرات مناهضة للنظام السوري، وإما حوصروا في المخيمات. هيا البالغة من العمر خمسة وعشرين عاما، تجسد في المسرحية دور فتاة أمضت 227 يوما في السجن وتعرضت خلالها لاغتصابات يومية على أيدي سجانيها.

تبدأ رحلة الممثلين في القارب المزود بخارطة لأوروبا ومنظار، من مكان مجهول باتجاه اليونان ثم إيطاليا فإسبانيا وبعدها بريطانيا ففرنسا وأخيرا ألمانيا قبل غرق قاربهم.

وتختتم المسرحية بتقديم مشهد العاصفة من تراجيديا “الملك لير” للكاتب الإنكليزي وليم شكسبير، المشهد الذي يضع فيه الإنسان في مواجهة الطبيعة، وذلك بعد أن تتقاذف أمواج البحر السفينة.