خارج الحدود

الإعلام الجزائري يتهم المغرب بتفجيرات “باماكو”

مرة أخرى، وفي عز أزمته المؤسساتية في غياب رئيس فعلي للبلاد، وتأزم شديد على المستوى الاقتصادي والذي بات يتهدد الوضع الاجتماعي في الجزائر، يصر النظام الجزائري على تصدير أزماته إلى الخارج لأجل التنفيس، بدل الالتفات إلى قضايا مواطنيه وانشغالات طبقته السياسية التي صار جزء منها لا يعلم إن كان لهم بالفعل رئيس يمارس كامل صلاحياته.

ففي حادث الهجوم على فندق في باماكو العاصمة المالية قبل أسبوعين، تصر الجزائر، عبر إعلامها، إيصال الرسائل تلو الأخرى، متهمة المغرب في كل ما يجري. ولأنها لا تملك الشجاعة لتعلن صراحة اتهاماتها، فإنها أنابت من يقوم بنفس الدور وعلى صفحات جرائدها الموالية، ففي وقت سابق، غداة الهجوم على فندق باماكو، أنطقت جريدة “النهار الجديد” الجزائرية، الناطق الرسمي لحركة العربية للأزواد الموالية للجزائر في اتهام المغرب، وها هي اليوم، جريدة الشروق اليومي الموالية لنظام الجيش في الجزائر، تسير على نفس النهج بعد أن افتعلت استصدار تصريح من نفس الشخص باعتباره هذه المرة الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحركات الأزوادية.

ويتعلق الأمر بالمدعو محمد مولود الذي قدمته كناطق رسمي الذي منح للصحيفة الجزائرية تصريحا نشرته في عددها اليوم، يشير فيه إلى أن “التحقيقات التي قاموا بها، أثبتت أن المغرب تسعى وبكل الطرق من أجل التشويش على المساعي الحثيثة التي تبذلها الجزائر لحل الأزمة المالية”.

ويضيف صاحب التصريح الذي بدا أنه وظب توظيبا دقيقا قبل أن يكيل الاتهام للمغرب، رابطا توقيت الهجوم الإرهابي الذي نفذه مسلحون، بفندق “راديسون بلو” في باماكو، والذي كان حينها يضم أكثر من 174 شخص، من بينهم وفد دبلوماسي جزائري رفيع المستوى، كان “أيام قليلة من الموعد المحدد لمواصلة تنفيذ وتطبيق اتفاق السلم والمصالحة، الذي تم التوقيع عليه بين الحكومة المالية، والأطراف المتنازعة في مالي بوساطة جزائرية”.

وأشار الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحركات الأزوادية، متهما صراحة السلطات المغربية، ما دام أنه ليس في استطاعت النظام الجزائري امتلاك تلك الصراحة والشجاعة أيضا، حين قال: “تحاول كل مرة العبث في قضيتنا، وفي كل مرة توجه لنا دعوة التدخل لحل الأزمة في مالي، إلا أننا لم نوافق على ذلك، لأنه أولا لا تجمعنا حدود مع هذه الدولة، ثانيا فنحن نرى أن الجزائر هي البلد الأمثل على حل الأزمة، كما أننا نفضل أن تتدخل الجزائر بجيشها، بدلا من دول أخرى على شاكلة فرنسا “.