*حاورته: سارة لحريشي
استطاع المغرب أن ينجب عدة أبطال في الرياضة عامة وفي “الجيدو” خاصة، ومن هؤلاء الذين استطاعوا أن يبصموا أسمائهم في الساحة الرياضية ياسين مدثر، لاعب المنتخب الوطني في رياضة الجيدو ابن درب السلطان، بالدار البيضاء، والحائز على ميداليات عديدة، ضمنها ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وذهبية البطولة الاولمبية بالغابون، مدثر فتح قلبه لجريدة “العمق” في هذا الحوار.
مرحبا بك ياسين، ممكن أن تقرب القارئ والجمهور المغربي من ياسين مدثر الإنسان والبطل؟
ياسين مدثر لاعب جيدو، صنف أقل من 60 كلغ ، من مواليد 1988 بـ”درب السلطان”، التحقت برياضة الجيدو سنة 2001 والفضل يرجع لشقيق الأكبر القاطن خارج أرض الوطن، هو من أدخلني لهذه الرياضة وحببني فيها.
كيف جاء التحاقك بالمنتخب الوطني ؟
بدايتي كانت مع نادي “ريجي طابا” بالحي الذي كنت أقطن فيه “درب السلطان”، تم بنادي “طوب جيم” بعدها التحقت بالمنتخب الوطني للشبان سنة 2004، وأول مشاركة لي مع المنتخب الوطني كانت سنة 2005، حينها حصلت على أول ميدالية ذهبية خارج أرض الوطن والمرتبة الأولى بليبيا، وحاليا أمارس مع نادي “مولودية سلا”.
كنت قد أقصيت في أولمبيات لندن من الدور الأول لوزن أقل من 60 كلغ ، كيف كان شعورك حينها وكيف أستقبل أصدقاؤك وجمهورك الخبر؟
إقصائي كان بسبب الإصابة التي لازمتني حينها، وفاجأتني هذه الإصابة قبل الألعاب الأولمبية بشهر مما دفعني للسفر إلى لندن، للدفاع عن حظوظي أما بخصوص أصدقائي والأقارب فقد فرحوا لمشاركتي في هذه التجربة كبداية المشوار، كما أن الأغلبية شاركوني فرحة المشاركة وفي نفس الوقت حزن الإقصاء، فالجمهور المغربي عامة رغم عدم درايته بهده الرياضة، إلى أن العلم الوطني هو ما يجعل المغاربة يتابعون هده الرياضة، والمهم لديهم هو تشجيع كل مغربي كيفما كان إسمه وفي أي رياضة كانت.
فزت باللقب الرابع على التوالي في بطولة إفريقيا ومنحت المغرب ميدالية الذهبية الثانية، هل كنت تتوقع هذا الإنجاز؟
إنجازي ببطولة أفريقيا بالغابون، لن أقول أنه كان متوقعا، لكنني كنت ذاهبا بعزيمة كبيرة ونفسية ومعنويات عالية، الشيء الذي جعلني أحضر لهذه بطولة لكي أنمي تجربتي وأيضا للاستفادة من تجربة الخصوم، مثلا في الساحة الأفريقية الكل يضرب ألف حساب لياسين مدثر في هذا الوزن، كما أنني حاولت اللعب على نفسيتهم، لأنه كان من المفروض أن أحصل على اللقب أفريقيا والحمد لله ربي لم يخيبن.
عند رجوعك من الغابون هل تلقيت اهتماما من الصحافة المغربية؟
انتهاء البطولة في أفريقيا ورجوعنا للمغرب، تأسفت كثيرا حينها عندما وجدت بعض الصحف المعدودة هي من استقبلتنا، وحاولت قدر الإمكان أن يصل الخبر والنتيجة للجمهور المغربي الذي يتابعنا، لكن هذا التعامل من طرف الصحافة المغربية التي أهملتنا لا يصب في صالح الرياضة المغربية عامة وياسين مدثر خاصة.
كنت قد تأهلت لبطولة الماستر المقامة بالرباط، ما سبب تراجعك للمشاركة فيها ؟
بالضبط لم أشارك في هذه المقابلة مع أنني كنت مؤهلا لها، لكن الإصابة فرضت علي الانسحاب من أجل الخضوع لعملية جراحية على مستوى ساقي.
لقد تعرضت لظلم تحكيمي خلال البطولة الإفريقية، مع العلم أن التكنولوجيا الجديدة والكاميرات تساعد التحكيم في مراجعة الخطأ قبل اتخاذ أي قرار، ما تعليقك على الموضوع؟
نعم تعرضت لظلم تحكيمي في البطولة الإفريقية بتونس، بالرغم من عودتي من الإصابة التي جعلتني أقوم بعملية على مستوى الساق، لكن التحكيم حينها كان منحاز لخصم غير معروف وليس له ألقاب، كنت فائزا في تلك المقابلة لكن الحكم أحتسب ضربة كاملة للخصم.
شاركت في بطولة العالم التي احتضنتها العاصمة المجرية، بودابيست، عندما أقصيت أمام المصنف الثاني عالميا، الياباني تاكاتو ناوهيشا، في وزن أقل من 60 كيلوغرام، كيف كانت هذه التجربة؟
بخصوص إقصائي أمام المصنف الأول عالميا الياباني “تاكاتو ناوهيشا”، فالخبرة هناك هي التي تتكلم بحكم انتماءه إلى البلد الأم للجيدو “اليابان”، فهم يتقدمون علينا من حيث الكفاءات والإمكانيات والاستعدادات ومن كل النواحي، حاولت جاهدا الفوز لكن “الله غالب معهم”.
كيف كان رد فعلك حينها؟
شعرت بالأسف حينها، لأنها كانت المباراة الأخيرة التي من المفروض أن تؤهلني إلى ألعاب “ريو” مما جعلني لم أشارك في المسابقة للأسف.
ماهي طموحات ياسين مدثير، وما مشاريعك المستقبلية؟
أحاول جاهدا الاستعداد لطوكيو 2020، في حال لم تساعدن الإصابة ولم أستطع، سأقوم بمشاريع شخصية مثلا إنشاء صالة للجيدو من أجل تكوين أبطال جدد في هذه الرياضة.
كيف ترى مستوى رياضة الجيدو بالمغرب، وما سبب تراجعها ؟
تراجع الجيدو من أهم أسبابه، أن الناس لم يعودوا يخصصوا الوقت للجيدو عامة، وأن الأغلبية أعطت الأولوية للدراسة والعمل عوض أن يخصص كل وقته للجيدو، لأنه من أجل تحقيق نتائج عالمية خارج أرض الوطن، يجب إعطاء وقتك بالكامل للجيدو الذي لا يحتوي على آفاق مستقبلية.
كلمة أخيرة لجمهورك
أشكر عائلتي التي ساندتني في هذه الرياضة وأشكر الجمهور المغربي المتتبع للجيدو لمدثر ياسين ولكل من ساندني سواء على موقع التواصل الاجتماعي أو عبر الهاتف وشكرا للجميع.