مجتمع

من أبو ظبي.. التوفيق يهاجم المقاومة المغربية ويحملها مسؤولية الاستعمار (فيديو)

هاجم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، المقاومة المغربية ضد الاحتلال الفرنسي والإسباني في القرن 19، محملا إياها مسؤولية سقوط المغرب تحت حكم المستعمر الأجنبي، مستعملا مصطلح “الجهاديين” في وصف المقاومين المغاربة، وهو المصطلح لذي يستعمل حاليا لوصف الجماعات “الإرهابية”، وهو ما أثار غضبا لدى نشطاء فيسبوكيين.

واعتبر التوفيق في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، أول أمس الإثنين، حول موضوع “السلم العالمي والخوف من الإسلام”، أن الدولة وقعت تحت ضغط الجهاديين، وهو ما تسبب في وقوع هزيمة نكراء بسبب المقاومة، حسب رأيه.

وقال الوزير في كلمته: “أيها السادة أيتها السيدات، في القرن 19 تعرض بلدي المملكة المغربية للمناوشات العسكرية الأجنبية من جهة الشرق ومن جهة الشمال، وكان العلماء على رأيين، رأي غالب ضاغط يقول بالاستنفار بالجهاد، ورأي أقلية كانت ترى أن الأجانب متفوقون ماديا وعسكريا، وأن الصدام العسكري معهم سيجر كارثة محققة”.

وتابع قوله: “وحيث إن الدولة وقعت تحت ضغط الجهاديين، فقد كانت هزيمة نكراء، أعقبها فرض تعويضات أداها المغرب بضرائب تجارته الخارجية لمدة ثلاثين عاما”، مشيرا إلى أن “دور العلماء يكمن في جلب السلم ودفن الفتنة لأجل حماية الدين والناس”، وأن “الإرهاب لا يمكن أن يكون وسيلة لإقامة الدين”.

وأردف بالقول إن “الدين براء من بعض المفاهيم، لأنها تتعمد الخلط، ولأن الهدف من الدين هو حماية الأرض من الفساد، والتدافع في القرآن يكون بالسلم عامة وبالحرب استثناء”، مضيفا: “لا يجوز السكوت عن الحقوق، ولكن يجب النظر الفاحص في كيفية التمكن من الحقوق فواجب العلماء أن يربوا الناس بالتواصي بالحق كما يجب تربيتهم على التواصي بالصبر”.

وأوضح أن “العلماء هم معنيون بموضوع السلم، وهم المشترطة فيهم العدالة وأن يتعرفوا على مواقعهم المستجدة إزاء الحكام والسياسة والمجتمع المدني والعلوم الحديثة”، لافتا إلى أنه “من حقهم أن يعرفوا ويبنوا للناس مسؤوليتهم في السلم وبالتالي مسؤوليتهم في الحرب، لأن هناك نزوعا لتعليق مسؤولية الحرب على الدين”، مستدلا برواية “الحرب والسلم” للروائي الروسي تولستوي، عند حديثه عن جبرية الحرب، حيث رفض التوفيق ما جاء فيها وقال إن “إقامة السلم شرط إقامة الدين”.

وأثار تصريح التوفيق، غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء مقطع الفيديو الذي يوثق كلمته، مشيرين إلى أن الوزير أساء إلى المقاومة المغربية وإلى جزء من التاريخ المشرف للمغاربة في الدفاع عن وطنهم، كما أهان الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يعيش الوزير في دولة مستقلة في القرن العشرين، حسب وصف أحدهم.

تعليقات الزوار