مجتمع

العروي يدعو لإجبار الناس على كتابة الوصية في الإرث وعدم تركها إرادية

قال المفكر والمؤرخ المغربي عبد الله العروي، إن مسألة الإرث قضية اجتماعية واقتصادية بمكن النظر إليها من زاوية المصلحة والمنفعة من خلال إجبار الناس على كتابة الوصية، وعدم تركها إرادية.

وأضاف العروي، في مداخلة له خلال حفل تكريمه من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، أن الأمر يمكن أن يتم من خلال تصريح المواطن كل سنة بممتلكاته التي يؤدي عنها الضريبة، فتكون الوصية من مسؤولية الفرد الذي يختار كيف يريد تصفية تركته.

وأوضح أنه يمكن النظر للإرث من منظار فردي أي من منظار العقيدة التي لا يمكن أن تمس لأن القضية مفصولة والمؤمن يرغب في الانسجام مع عقيدته، ومن منظار مجتمعي أي تاريخاني وموضوعي ونفعي، حتى تتفادى الدولة التقنين من جديد ومجابهة النصوص الدينية.

وكان العروي قد عبر عن افتخاره بتكريمه من طرف معهد العالم العربي بباريس بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، صباح اليوم الخميس بالرباط، معتبرا أن هذا التكريم هو “تكريم لإنتاج جامعة محمد الخامس، أول جامعية عصرية بالمغرب”.

وقال العروي في تصريح صحفي، إن هذه المبادرة هي أيضا “تكريم لإنتاج جيل من المثقفين المغاربة، ولا أعتبره تكريما شخصيا بالنسبة لي، ولكنه تكريم لإنتاج هذا الجيل النابع عن الحركة الوطنية مع جميع فروعها وتفرعاتها وجداويلها”.

المفكري العربي أوضح أن مشروعه الذي بدأه منذ ما يقرب من نصف قرن، قد استوفاه حاليا، مشيرا إلى أنه لا ينوي الشروع في مشروع آخر، على حد قوله.

واعتبر المتحدث أن الحداثة هي “واقع يُدرس ويُصور من الناحية الفلسفية والأدبية، وهو كذلك تنظير فلسفي وأدبي وفني”، مشددا على أن هذه التصورات العامة للمفهوم هي التي عبر عنها المتدخلون خلال اللقاء العلمي الذي جرى اليوم ضمن فعاليات تكريمه.

يُشار إلى أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، نظمت بتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، لقاء علميا تكريما للمفكر عبد الله العروي، تحت عنوان “تلقي فكر العروي”، صباح اليوم الخميس بالرباط، وذلك بمشاركة الجامعي والروائي عبد السلام بنعبد العالي، والناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا حسن أوريد، والأستاذ الجامعي والناقذ الأدبي محمد الداهي.

اللقاء حضره عدد من السفراء والعمداء ومدراء المؤسسات الجامعية ورؤساء الشعب والأساتذة والطلبة الباحثين، وهو الأول من نوعه الذي ينظمه معهد العالم العربي خارج مقره الرئيس بباريس.

تعليقات الزوار