منتدى العمق

العولمة وتأثيرها على المغرب

إن العولمة هي تلك السيادة التي يأخذها نموذج معين ومحدد – سواء أكان سياسيا أم اقتصاديا أم اجتماعيا… – ويسود على باقي دول العالم، فيصير ذلك الشكل أو بالأحرى الإنبهار بذلك النموذج هو الأمل الوحيد المتبقي لتلك الدول، من أجل إنجاح مشاريعها وتحقيق متطلباتها. فهذا ما يسمى بالعولمة في عصرنا الحالي، وهو الذي كثر الحديث عنه في كل وقت و حين.

ومن خلال تأملنا في الواقع نجد وبشكل واضح جدا أن العولمة هي السائدة، وليس غريبا أنها ستسود مستقبلا في جميع الدول، وبالخصوص في الدول العربية، وبالأخص في المملكة المغربية؛ لأن الشعب المغربي يحب دائما الجديد، و سرعان ما ينبهر بجمالية الإشهارات والإعلانات خصوصا في المجال الإقتصادي ، وينبهر عقله به، وتطيش رغبته في الحصول عليه بأي وسيلة ممكنة. وهذا ما نراه في حياتنا اليومية كثيرا.

ونذكر على سبيل المثال تلك الأسواق النموذجية التي ظهرت حديثا ببلادنا، وهي طبق الأصل لما يوجد في البلدان الغربية المتقدمة في الإسم، والتصميم… لكن يوجد فرق وهو فرق كبير وظاهر، وفيه تظهر العولمة ومشكلتها معنا؛ وهو أن تلك المنتجات عندهم جيدة للغاية ولها صلاحية طويلة، بعكس المنتجات التي تصلنا نحن هي رديئة ومدة صلاحيتها قصيرة.

والغريب أن المغربي صار يتكلف ويتكلف من أجل اقتناء تلك المنتجات؛ لأننا صرنا لا نشاهد شيئا سوى تلك. فهذه هي العولمة الحقيقية وخصوصا ما نتجت عنه في بلادنا من إنتاج سلبي، والسبب هو التقليد الأعمى الذي سيطر على العقل العربي عامة، والمغربي خاصة.

فالعولمة من حيث مضمونها ومرتكزاتها لا من حيث مآلها في الحقيقة شيء جميل؛ لكن لمن أحسن استعمالها. فالمغاربة في بداية أمرهم راجت عندهم فكرة العولمة كعناوين رئيسية لمشروعهم الحضاري، لكن هاته العولمة تعثرت بسبب تخلف أصحابها وانتكاسة حرية التفكير بصفة نهائية.

إن هذه العولمة الغربية التي سادت، وصارت تقول لمستجلبيها: 《أنا العصر النهائي》و 《أنا وسمتكم البديهية》يجب أن نعلم أنها هي استراتيجية محددة تفرض علينا أثناء استعمالها بالشكل الأصح: تصفية أفكارنا لكي تكون مناسبة لزماننا ومكاننا ،ومن أجل أن تعطي مفعولها الإيجابي.

ويبقى للعقل الحكم النهائي في كيفية استعمالها؛ فإذا ما تخلينا عن العقل والهوية الذاتية التي للبلد وللمستعمل بصفة عامة في ممارستها فسيكون مستقبلنا أسوأ من حالنا.

حان الوقت للإستيقاظ، فلنستيقظ !!

تعليقات الزوار