على باب الانتظار وقفت ورأسها مقوس الى الأمام كعنق الزهرة يتقوس امام الرياح العاصفة ..وقفت تتأمل طيف الذي كان أكبر حب يتلاشى في الزحام دون أن تصدق أنه ذهب للأبد .
أهداب عينيها ترف كأجنحة الفراشة الموشكة على الطيران ، تغالب الدمعة المتلالئة في عينيها كالبلور المكسور، تذكرت فجأة ، ذات مساء ممطر حين سألته عن معنى الحب فقال :
مهما بلغت قصص العشاق من درجات المجد والخلود ، لابد يوما يرتد كل شيئ الى السقوط المميت في المنحدر السحيق للرتابة و الملل.
قالت بدهشة فتاة تختبر السير في حقل ألغام الحب :
أحمد الله أن قصتنا لم تبلغ بعد ذلك المجد وذلك الخلود ، ثم من قال لك أنني أبتغي العلو الشاهق للحب ؟ الأمر مربك حقا ، ثم إنني أعاني فوبيا الأماكن العالية .!
يكفيني الاستلقاء على شاطئ الهوى ، أتوسد صدرك المعطر برائحة أنفاسك ..
نظر إليها كمن يلقي النظرة الأخيرة على نعش ميت ، ضمها إليه وقبلها على جبينها على غيرعادته .
حينذاك ساورها إحساس غريب بأنه يخفي شيئا ، واكتشفت متأخرة بخيبة أن تلك النظرة المريبة وتلك القبلة على الجبين ليست تعبيرا عن الحب بل هي قبلة خائن ينحت خنجر الغدر ويصقله بدموع الحبيبة .
ضحكت من نفسها .. من طيبوبة قلبها .. من سذاجتها .. من نبل مشاعرها وصدق أحاسيسها اتجاهه ..
الان فقط شفيت منه ومن حبه ، آن لها أن تسعد بضحكتها .. أو ليس الحب ينتهي حين نبدأ بالضحك من الأشياء التي بكينا بسببها يوما .