مجتمع

وفيات مشبوهة في صفوف عسكرها.. هل تصفي البوليساريو معارضيها؟

استياء عارم وذعر يعيشه ما يسمى “جيش” البوليساريو، بعد أن استولى الخوف على عناصره وجعلهم في إحباط وذهول أمام تنامي الوفيات المشبوهة في صفوف عساكره، والتي أصبحت محط قلق، وتشكيك في أسبابها الغامضة.

منتدى “فورستاين” في تقرير حديث توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، كشف أن هذا الموضوع اتخذ أبعادا خطيرة وأصبح حديث ساكنة المخيمات والعائلات التي ينتمي أبناءها قسرا وتحت الضغط لصفوف ميليشيات البوليساريو.

وأشار التقرير إلى أن تلك العائلات قد بدأت في البحث عن السبل الملائمة لحماية أبناءها من الموت، وتدفع لأجل تدخل إبراهيم غالي زعيم الجبهة الانفصالية الذي فضل تبني سياسة النعامة، وصمت صمتا مطبقا بعدما ظل يوزع الوعود الوهمية.

الموضوع لخطورته أصبح يثير جدلا واسعا، يقول منتدى “فورستاين”، خاصة أن بعض العوائل هددت بتهريب أبناءها من الوحدات العسكرية التابعة للبوليساريو ولو بالقوة، ما قد يؤدي الى مجزرة جماعية أو حرب أهلية قد تكرر مأساة انتفاضة 1988.

وقال التقرير إن الأمر تفاقم خصوصا بعد وفاة الشاب الصحراوي “عمار ولد عناي”، الذي تشكك عائلته وأصدقاءه في طبيعة وفاته وتستفسر عن الغموض الذي أحاط بها، بدأ بإصابته بوعكة صحية بسيطة، وما تلا ذلك من إهمال رعايته، ولاحقا من إمعان في تأخير إسعافه، والتحجج بعدم وجود سيارة إسعاف، وبعد نقله في سيارة مدنية لم يجد الرعاية اللازمة حيث ظل يتنقل بين المستشفيات بدولة الجزائر إلى أن وافته المنية في ظروف غامضة وفي ظل عدم الاستجابة لمطالب عائلته بضرورة نقله الى الخارج.

واعتبر التقرير أن وفاة الشاب عمار ولد عناي، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فقد سبقتها وفيات عديدة كان آخرها الشاب ” المحفوظ بيد الله ” من مواليد 1980 وهو عسكري توفي في ظروف غامضة هو الآخر، ولم تمهله التدخلات الطبية التي جاءت متأخرة رغم ان عائلته استطاعت نقله الى الخارج.

وخلص التقرير إلى أن هذه الوفيات المشبوهة التي تستهدف الشباب بالخصوص، ما هو إلا إعدام في حق لائحة طويلة ممن ترى فيهم قيادة البوليساريو معارضين أو مشاريع معارضة أو ناقلين لأخبار ومعلومات لا ترغب القيادة في أن تخرج عن نطاق عسكرها الذي يعيش البؤس وضنك العيش، فيما ترفل قيادته بما لذ وطاب، وتتنقل بين الدور والقصور لا هم لها سوى الاغتناء على حساب معاناة البؤساء من الصحراويين.