سياسة

باحث في اللسانيات: الأمازيغية لهجة من لهجات العربية القديمة

قال الباحث في اللسانيات التاريخية والأنطربولوجيا الثقافية عبد اللطيف الوهابي إن “الأمازيغية بكل تلاوينها ما هي إلا لهجة من لهجات اللغة العربية القديمة هاجرت مع من هاجر من المشرق العربي فخضعت لقوانين التطور اللغوي المحتوم كسائر اللغات البشرية منذ الأزل”، مضمنا تلك الخلاصات في كتابه الجديد “الأصول العربية الفصيحة للأمازيغية.. دراسة نقدية لمعاجم محمد شفيق”.

وانتقد الإطار السابق بوزارة التربية الوطنية (مفتيش ممتاز) محمد شفيق عضو أكاديمية المملكة المغربية، موضحا أن شفيق قد اختار حوالي 1500 كلمة أوردها على أنها كلها أمازيغية في معجمه لكن بعد إخضاع العديد من مفردات هذا المعجم للبحث الفيلولوجي والمعجمي تبين له أن معظم مفرداته التي أرادها أن تكون مقابلات للكلمات العربية هي بدورها كلمات عربية قحة وأصيلة.

وأوضح الباحث في اللسانيات التاريخية والأنطربولوجيا الثقافية، في تصريح لجريدة العمق، أن إخضاع تلك المفردات للبحث بين أنها كلمات عربية لكنها فقط مغرقة في القدم ولا تستعمل بكثرة نظرا لغرابتها ونظرا أيضا للتطور الذي تعرضت له بموجب قانون التطور اللغوي المحتوم، مشددا على ضرورة إعادة النظر في كل ما ألفه شفيق، مشيرا إلى أنه بالأساس لا يتوفر على مقومات العمل العلمي الجاد والرصين، وإنما هو مجرد “لغو إيديولوجي” هدفه دق إسفين بين مكونات هذه الأمة.
وقال الوهابي “بخصوص المعجم فقد أثبتنا المفردة وشرحها كما جاء به شفيق، وبعد ذلك قمنا بعملية التحقيق والتأثيل بواسطة أمهات المعاجم العربية وعلى رأسها تاج العروس للزبيدي، ولسان العرب لابن منظور موضحين الطريقة التي تحرفت بها تلك المفردة قلبا كان أم إبدالا إلى أخره، وذلك وفق الترتيب الذي اختاره شفيق، الترتيب الأبجدي المعروف”.

وأشار الوهابي إلى أن معجم شفيق قد أثار زوبعة كبيرة وسط المعاجميين العرب الذين يهتمون باللسانيات التاريخية وأصول الأمازيغية، مضيفا أنهم ردوا عليه بعنف مفندين بشدة ما ذهب إليه من كون مفردات الدارجة المغربية أصلها أمازيغي وعلى رأسهم المرحوم علي فهمي خشيم من ليبيا، والمرحوم عثمان سعدي من الجزائر (وهو أمازيغي قح)، وسعيد بن عبد الله الدارودي (من سلطنة عمان)، ومحمد المختار العرباوي (من تونس)، علاوة على الكاتب من المغرب.

وأفاد الباحث أن “الأصول العربية الفصيحة للأمازيغية” ليس كتابه الأول في اللسانيات التاريخية وتأثيل اللهجات، موضحا أن هذا العمل سبقه إصدار كتاب بعنوان “فصل في اللسانيات التاريخية، الأصول العربية الفصيحة للهجات قبائل جبالة بالشمال المغربي بين علمي التأثيل والدلالة، بني عروس أنموذجا”، وذلك صيف 2014، مضيفا أنه غمرة تأليفه أثار انتباهه أن العديد من مفردات الدارجة المغربية مشترك بين الأمازيغية وهذه اللهجات، خصوصا بعد اطلاعي على معاجم محمد شفيق “المعجم العربي الأمازيغي” و”الدارجة المغربية مجال توارد بين الأمازيغية والعربية”.

وأكد الوهابي أن شفيق لم يكلف نفسه عناء البحث في ثنايا المعاجم للوقوف على أصول تلك الكلمات بعد إخضاعها للبحث، موشحا أنه مصر منذ البداية على أن يمزغ كل ما ننطقه من رصيد لغوي مشترك، مشيرا إلى أنه كشف تهافت هذا المنهج وضعف منطقه بل وسوء نية الكاتب عبر كلمات قليلة تثبت ما ذهبنا إليه ومن أن الرجل أراد أمزغة مفردات عربية بالقوة.

يذكر أن من مؤلفات الباحث في اللسانيات “فصل في اللسانيات التاريخية، الأصول العربية الفصيحة للهجات قبائل جبالة بالشمال المغربي بين علمي التأثيل والدلالة، بني عروس أنموذجا”.

تعليقات الزوار