محمد عادل التاطو/ اسطنبول-بورصة
تعيش تركيا خلال الأيام الجارية على وقع تنافس شرس بين حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية رغم الاختلاف الإيديولوجي بينهما، وبين تحالف المعارضة المكون من حزب الشعب الجمهوري وحزب السعادة وحزب “الجيد”، وذلك ضمن الحملة الانتخابية لاختيار رؤساء البلديات.
وعاينت جريدة “العمق” قيام أنصار الأحزاب المشاركة في الانتخابات، بالتعبئة والترويج لمرشحي أحزابهم في شوارع مدينتي اسطنبول وبورصة اللتان تعرفان أنشطة مكثفة للأحزاب السياسية، خاصة حزب العدالة والتنمية الذي يبدو الأكثر حضورا على مستوى الشارع خلال الحملة الجارية.
وأفاد مصدر متتبع للشأن السياسي بتركيا لجريدة “العمق”، أن حزب العدالة والتنمية التركي يراهن في هذه الانتخابات على الاستمرار في رئاسة بلدية اسطنبول نظرا لموقعها الإستراتيجي في المشهد السياسي والاقتصادي بالبلد، في ظل توجسات من إمكانية “سقوط” المدينة بيد المعارضة.
وأوضح مصدر الجريدة أن حزب الشعب الجمهوري، وهو أكبر أحزاب المعارضة، يدخل الانتخابات بخطاب مناهض لتواجد المهاجرين واللاجئين العرب، خاصة السوريين، متهما أردوغان ب”بيع تركيا للعرب”، معتبرا أن الوضع الاقتصادي بالبلد “متأزم بسبب إعطاء الأولوية لقضايا خارجية وإقليمية جلبت لتركيا المصائب”.
بالمقابل، يرى الرئيس التركي رحب طيب أردوغان، أن المعارضة لا تريد مصلحة “الأمة التركية”، متعهدا بمعاقبة كل من يستهدف الاقتصاد التركي عبر المضاربات المالية التي أدت إلى تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار.
وأضاف أردوغان خلال تجمع جماهيري حاشد نظمه “تحالف الشعب” في ميدان “يني قابي” بإسطنبول، الأحد المنصرم، مخاطبا خصومه بالقول: “نعلم من أنتم جميعا، وما تقومون به عشية الانتخابات.. ولتعلموا أننا سنجعلكم تدفعون ثمن هذا باهظا بعد الانتخابات”.
الانتخابات المحلية في تركيا تجرى يوم 31 مارس الجاري، ويتنافس فيها 12 حزبا سياسيا، حيث سيتوجه 57 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رؤساء البلديات، وأعضاء المجالس المحلية، وممثلي الأحياء، لمدة 5 أعوام.
وانقسم المشهد السياسي بتركيا إلى تيارين رئيسيين، نتيجة تداعيات المحاولة الانقلابية في 15يوليوز 2016، حيث تضم الكتلة الأولى تحالفا مكونا من كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وهو التحالف الذي يطلق عليه اسم “تحالف الشعب”، فيما تضم الكتلة الثانية حزب الشعب الجمهوري وحزب “الجيد”، وحزب السعادة تحت مسمى “تحالف الأمة”.