مجتمع

“الأقليات” تشتكي حملات عنف يقودها مسيحيون وشيعة.. وتوقف جولتها

أعلنت الجمعية المغربية للحريات الدينية، وقف جولتها الوطنية التي كانت تستهدف 811 منخرطا ينتمون للديانة المسيحية والمذهب الشيعي والأحمدي بمدن مراكش ونواحيها وأكادير ونواحيها وطنجة و تطوان.

وقالت الجمعية في تقرير لها حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، إن تراجعها عن القيام بالجولة، راجع لـ”تهديدات عنيفة أدت إلى إصابة 3 أشخاص، وبواعث قلق من هجمات يقودها مارقون”.

وكشف التقرير ذاته، أن “مكتب الجمعية استمع إلى 39 شهادة في بداية الجولة الملغاة وتعهد بمواجهة المتورطين في تهديد أمن الأشخاص”، مشيرا إلى أنه تمت معاينة أدلة عبارة عن (صور جروح، شواهد طبية، رسائل وتسجيلات تهديدية) تظهر بأن أحد معتنقي الديانة المسيحية يسمى “إ، ب” قد تعرض لاعتداء دموي عنيف على يد (مارقين) “م، س” و”ز، ح” الملقب ب (زهير الدكالي) في مقهى عمومي بالدار البيضاء.

وأوضح تقرير “الأقليات الدينية”، أن الاعتداء الذي طال المسيحي المذكور، كان “بسبب ما قيل “فضحه للفساد في الكنائس السرية” التي تعتمد على تمويلات خارجية غير قانونية تساهم في التمييز بين الأقلية نفسها”.

وتورط هؤلاء، يضيف التقرير ذاته، “في التخويف وانتهاك حقوق الإنسان والتوبيخ”، لافتا إلى أنه “تجري منذ شهرين حملات عنف قادها مسيحيين وشيعة جواسيس ضد 9 أشخاص كلهم من أعضاء الجمعية المغربية للحريات الدينية باستثناء واحد هو الآن يعيش أزمة نفسية خطيرة”.

التقرير ذاته، كشف أن الجمعية المغربية للحريات الدينية تحدثت مع ضحية الهجوم، وقال إنه أنجز متابعة قضائية، وأكد أن “ز، ح” و”م، س” كانوا مرفوقين بهؤلاء المسيحيين (م، أ، ح، ا وأختها، وب، زوجة ع ح)”.

وجاء في الوثيقة ذاتها، أن “3 مقربين من الضحية والجناة قالوا إن إعلامي في قنوات التبشير المسيحي يسمى ر، ح (ملقب بالأخ ر) أمر أخاه ز، ح، ونسيبه “م، س” بالاعتداء على إدريس. وقال آخرين إنهم قاموا بالتنسيق مع شخصيات أمنية”، مضيفا أن “م، س” علق على النازلة في تدوينة بموقع فيسبوك قائلا: “العصا لمن عصا.. تعرفون على من أتكلم”.

أوضحت جمعية “الأقليات الدينية”، أن “جماعة من المسيحيين قدمت مشورة بشأن الوضع الصحي والنفسي المتأزم للسيد إدريس. ب الذي نشر صورة في حسابه تظهر علامات العنف على رأسه، وعلق على ذلك قائلا: “دعاة الله محبة هم من ضربوني”. وأيضا التهديدات الناشئة التي تواجه فئات ضعيفة أقلية من مارقين ممولين بملايير الدراهم غير الشرعية”.

واعتبرت أنه “ليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها هؤلاء العنف وحملات التشويه ضد أفراد من الأقليات الدينية بدعم أحيانا من صحف مقربة من الحكومة وشخصيات أمنية قوية تعتمد تكتيكات لمعاقبة معتنقي أديان ومذاهب غير مرغوب فيها، ومنها تسخير مسيحيين وشيعة جواسيس للاعتداء على زملائهم”.

“بينما قام مبشرين مسيحيين (رشيد السوسي) بتوظيف 3 منخرطين بالجمعية على مستوى مراكش وطنجة في مجال الدعاية للمسيحية بمبلغ قدره مقربين ب 4000 درهم”، يضيف التقرير ذاته.

بالإضافة إلى تعنيف الأفراد، قال تقرير الجمعية إن “جماعة من المسيحيين تتكون من 50 مغربيا، قد جمعت أغراضها وغادرت فيلا تحتضن كنيسة منزلية بمدينة إفران، خوفا من هجوم عنيف خطط له مسيحيين يطالبون بشهادة المعمودية”.

وتحدث عن “شهادات توثق لتهديدات قد تفرض تحديات أمام الجمعية لضمان تمكين الأقليات الدينية من المشاركة في الأنشطة السلمية وإثارة الانتقادات”، مشيرا إلى أن “الشيعي (إ، ه) قاد هجوما هستيريا على عضو الجمعية المغربية للحريات الدينية يوم 9 يوليو 2019 بالرباط. دون معرفة السبب لحدود الساعة”.

وفي هذا الإطار شددت الجمعية المغربية للحريات الدينية على أنها ستواصل اتخاذ إجراءات ممكنة ضد أولئك المجرمين الذين يضطهدون أشخاصا يبحثون عن “النماء الروحي” ومحاربة جميع الأشكال التي تحد من حرية التعبير للأقليات الدينية.

وأشارت إلى أن “المسيحي الحسين العمايري، العضو بالجمعية المغربية للحريات الدينية، مازال يعاني من ضغوطات عنيفة وتهديد استهدف حتى أطفاله ونوافذ منزله من طرف (م، ف) رئيس كنيسة مسيحية بمدينة القنيطرة بسبب انتمائه للجمعية المغربية للحريات الدينية”.

“بينما قال شيعي منخرط بالجمعية إنه تلقى حوالي 10 مكالمات من شيعة تضغط عليه لفك ارتباطه بالجمعية وقال جواد الحامدي رئيس الجمعية المغربية للحريات الدينية إنه رصد تدوينات معادية وصمت شخصه من طرف أشخاص تم توظيفهم”، يضيف تقرير الجمعية.

وأردفت الجمعية المغربية للحريات الدينية، أنها “تدعم الحق في حرية التعبير، وهو أمر منصوص عليه بوضوح في القانون الدولي، ووثّقت مرارا وتكرارا الجهود غير المشروعة التي تبذلوها الحكومة ومارقين للحد من الانتقادات”.