مجتمع

“طاكسيات” من عدة مدن يحتجون بمراكش تضامنا مع سائق موقوف

احتج صباح اليوم الأربعاء، عشرات من سائقي ومهنيي سيارات الأجرة أمام المحكمة الابتدائية بمراكش، تضامنا مع السائق عبد الجليل مجاهد الذي تم توقيفه أول أمس الاثنين، على خلفية تنظيمه اعتصاما أمام ولاية جهة مراكش آسفي، ضد قرار سحب رخصة الثقة الخاصة به.

ودعا المهنيون المحتجون في الوقفة التي شارك فيها فاعلون نقابيون في قطاع سيارات الأجرة من مدن مختلفة، إلى إطلاق سراح مجاهد وتجديد رخصة الثقة الخاصة به، وسحب الدعوى القضائية المرفوعة ضده والتي تتهمه بـ”إهانة القوات العمومية أثناء مزاولة مهامها”.

الوقفة التي دعت لها النقابة الوطنية لقطاع سيارات الأجرة بمراكش، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، رددت خلالها المتظاهرون شعارات مناصرة للسائق الموقوف، داعين إلى رد الاعتبار إلى سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة وتحقيق مطالبهم بمختلف مدن المغرب.

وشاركت مجموعة من التنظيمات النقابية في الوقفة الاحتجاجية المذكورة، كما شهدت مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” خاصة بمهنيي سيارات الأجرة حملات تضامن واسعة مع مجاهد.

اعتصام وتوقيف

سائق سيارة الأجرة المذكور كان قد خاض اعتصاما أمام ولاية جهة مراكش آسفي، أول أمس الاثنين، احتجاجا على ما اعتبره “تماطلا” و”رفض” تجديد رخصة الثقة الخاصة به والتي تمكنه من مزاولة مهنة سائق سيارة الأجرة.

وتدخلت عناصر من القوات المساعدة لمنعه من الاستمرار في اعتصامه، أصيب على إثره السائق بإغماء استدعى نقله إلى المستشفى على حد ما أكدته مصادر مهنية.

ووجد مجاهد نفسه بعد مغادرة المستشفى، لدى مصالح الدائرة الأمنية السابعة على خلفية شكاية تتهمه بـ”إهانة القوات العمومية”، قبل أن يتقرر متابعته في حالة اعتقال، حيث ينتظر أن يمثل اليوم الأربعاء أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش.

سائق “مشهور”

ويعرف مجاهد لدى الشارع المراكشي ولدى المهنيين المغاربة بمبادرته الفريدة “نقل ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجان”، والتي سبق لجريدة “العمق” أن سلطت عليها الضوء قبل سنتين.

كما ازداد شهرة بعد إعجاب الممثلة الأمريكية بلانكا بلانكو بمبادرته بعد أن نقلها دون سابق معرفة بها، على هامش المهرجان الدولي للفيلم بمراكش شهر دجنبر الماضي.

إدانة واحتجاج     

واعتبر المكتب الإقليمي لمهنيي سيارات الأجرة الصغيرة التابع للنقابة الوطنية لقطاع سيارات الأجرة، في بيان حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، أن مجاهد تعرض لما أسماه “الاعتداء والتنكيل وتلفيق تهم واهية من طرف عناصر القوات المساعدة”.

من جهتها، حملت النقابة الوطنية لمهنيي سيارات الأجرة بالمغرب السلطات المحلية بمراكش مسؤولية “تداعيات” متابعة مجاهد عقب تنظيمه لاعتصام من أجل تجديد رخصة الثقة الخاصة به، كما عبرت عن مساندتها له وللنقابة التي ينتمي لها.

ووصفت النقابة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في بيان حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، سلوك القوات المساعدة بـ”الجانح من طرف السلطة المحلية”، و”مجانبا للصواب”، مضيفة أنه “كان حريا بها تمتيع المتضرر من رخصته في إطار تمتيع مواطن من حقه في الاحتجاج والحق في العمل المرتبط برخصة ثقته”.

المنظمة الديقراطية لمهنيي وسائقي سيارات الأجرة المنضوية تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل بدورها، استنكرت توقيف مجاهد، كما استنكرت ما أسمته “السياسة التي تنهجها السلطات المحلية المعنية بتشريد عدد كبير من السائقين وعائلاتهم وإحالتهم على العطالة بعد سحب رخص الثقة منهم دون مراعاة التدرج في تنزيل العقوبات” على حد تعبرها.

وقالت المنظمة في بيان حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، إن “قضية عبد الجليل مجاهد تجاوزها الزمن بعد تصويت المغاربة على دستور 2011، بالقطع مع كل أشكال الحكرة وقطع الأرزاق”، واعتبرت أن “سحب رخصة الثقة من مجاهد تعسفا وشططا في استعمال السلطة من طرف السلطات المعنية بولاية مراكش آسفي”.

وطالبت المنظمة والي جهة مراكش آسفي بالتدخل وإنصاف مجاهد بتجديد رخصة الثقة ليتمكن من استئناف عمله، كما دعت إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها النقابة الوطنية لقطاع سيارات الأجرة بمراكش.

تعليقات الزوار