مجتمع

حفر مئات الآبار بدول منكوبة.. مغربي تجاوز عطاؤه حدود الوطن يروي قصته

شاب مغربي يؤمن بأن العمل الأنساني لا تحده الجغرافيا. عشق فعل الخير منذ الصغر، انطلقت بدايته في العمل التطوعي من الحي الذي كان يقطنه، فساعد الأرامل والمحتاجين. وعمل على توزيع القفف في  الأعياد والمناسبات،  عطاؤه المستميت جعل  نشاطه يكبر ويتسع الى إن صار عطاءا دوليا.

جلال اعويطا شاب في الثلاثينات، أب لثلاث أطفال، عمل على تطوير ذاته في المجال التطوعي وسعى إلى ترسيخ ثقافة العمل الانساني  في صفوف الشباب.

“كنا نقتات على موائد الدول الغربية لنعطي نموذجا قويا في العمل التطوعي”، هكذا عبر جلال عن الصعوبات التي واجهته في بداية عمله التطوعي، موضحا أنه “لم تكن هناك تربية على العمل المؤسسي التطوعي، لا من حيث التربية الأسرية أو المقرارات الدراسية”، مشيدا بالدول المتقدمة التي تعطي للعمل التطوعي أهمية كبيرة في حياة الشباب.

من أجل تحسين دخله والتحكم في وقته، اختار جلال الأعمال الحرة، فاستقال من منصبه في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ليصبح بذلك رهن إشارة العمل الخيري.

رفقة فريق كله عطاء، استطاع جلال تأسيس نسيج من الجمعيات المستقلة همها الوحيد خدمة  الانسانية، فأسس جمعية “عطاء الخيرية” وجمعية “إنسان” بطنجة وغيرها.

عطاؤه تجاوز حدود الوطن فأسس عطاء الدولية، التي قامت بمشاريع خيرية ضخمة في غانا ومالي وغيرها من الدول التي تعاني.

وعن مصدر تمويل هذه المشاريع، ينفي جلال اعويطا نفايا قاطعا ما يتم تداوله بخصوص تلقيهم تمويلات خليجية، مؤكدا  أن كل المشاريع سواء في عطاء الخيرية أو الدولية  تم إنجازها بفضل تبرعات المحسنين، مشيدا بالشعب المغربي المعطاء، ومشددا على عملية التسويق للمشاريع التي تكون لها نتائج  جيدة.

وأبرز رئيس مؤسسة “عطاء الدولية” أن عملية جمع التبرعات بالخارج تكون أكثر سهولة وبدون أي تعقيدات مقارنة مع المساطر  المعمول بها  داخل المغرب التي تعرقل العمل التطوعي.

استاطعت «عطاء الخيرية» هذه السنة حفر  ما يزيد عن 100 بئر بكل تجهيزاته بمختلف المناطق النائية، بمعدل 30 ألف مستفيد مغربي من الماء الصالح للشرب، حسب ما جاء في إحصائيات  قامت بها الجمعية.

وفي شهر رمضان الماضي، كشف لنا جلال اعويطا، أن مؤسسة “عطاء الدولية” حطمت رقما قياسيا في حفر الأبار ، “حيث أن المؤسسة أطلقت في دولة غانا مشروع حفر 30 بئرا،  أي بئر واحد عن كل يوم من هذا الشهر، فإذا بنا نصل في نهاية رمضان إلى جمع  مبالغ مالية لحفر  ما يزيد عن 133 بئر” ، موضحا أن هذا الرقم المهم تم الحصول عليه بفضل الحملة التسويقية المنظمة الي أشرف عليها خيرة من الشباب.

ومن أجل إنجاح أي مشروع إحساني، شدد جلال اعويطا  على أن المشروع يجب ألا يخدم  أجندات معينة، وأن يشمل جميع الناس بالاضافة الى التسويق الجيد والتنظيم، والأهم أن يكون المتطوع هو أول المساهمين فيه.

وعن مشاريعه المستقبلية كشف لنا رئيس مؤسسة «عطاء» لأول مرة عن مشروع كتاب يعكف على إخراجه في الشهور القادمة، يحمل اسم “متطوعوا بكة”، يتكلم فيه عن خصال الرسول على الصلاة والسلام  في العمل التطوعي.

بالإضافة  إلى تركيزه على إعداد نخب تقود المجتمع  نحو الخير من خلال العمل الخيري، ساعيا بذلك الى انشاء مركز  أو منظمة خاصة بتكوين المتطوعين.

تعليقات الزوار