ما بالكم لنا ناكرينا ؟‼
لم نكن يوما من الأرذلينا،
للوطن خدمنا، كنا مخلصينا،
عن الإقليم والعرض مدافعينا،
للعدو ،مقبلين لا مدبرينا،
بالعزيمة والإرادة مسلحينا،
بصدور عارية، له مواجهينا،
لذواتنا و أرواحنا، ناكرينا،
لأقاليمنا الجنوبية، و صحارينا،
بدمائنا رويناها، معطرينا،
آه، تذكروا ما عشناه بصحارينا،
حيث العراء و الخنادق تأوينا،
حيث تقاسمنا بولنا و أوانينا،
ما بالكم لنا ناكرينا ؟‼
أخلصنا للوطن و لرب العالمينا،
بتضحية منا، أنتم بها سالمينا،
أسلمنا الروح للبارئ آمنينا،
أنا ، في لحودنا نرقد مطمئنينا،
لحال أسرنا بينكم، و ذوينا،
لهم راعين، لجراحهم مداوينا،
ما بالكم لنا ناكرينا ؟‼
لحالهم مهملين، لحقهم هاضمينا،
ما هكذا التكريم ، أيا مسؤولينا،
مدنيون كنتم ، أو عسكريونا،
وشحتم ،صدور الخائنين نياشينا،
لم نك يوما للوطن بائعينا،
لبعدكم عن أهلنا و ذوينا،
رموسنا، تهتز، لسنا فيها مرتاحينا،
كفاكم خرقا للأعراف و القوانينا،
لتكريم أسود الصحراء تاركينا،
ودونهم منعمين، للرأس رافعينا،
فاحت قبورنا عطرا و رياحينا،
حيث ما كنتم، وحدكم لها شاممينا،
عن أسرنا و ذوينا انتم لها ممسكينا،
لو كان عمرابن الخطاب فينا،
كان منصفا لنا، وزاد بما يكفينا،
أيتام و أرامل، فوق الرؤوس تيجانا.