مجتمع

“طوندونس” اليوتيوب بالمغرب.. بين التفاهة والمتاجرة بالحياة الشخصية (فيديو)

بات معروفا المحتوى المروج له عبر منصة اليوتيوب، خصوصا ما يعتلي قائمة “الطوندونس”، إذ استحوذت على الحصة الكبرى من التفاهة والمتاجرة في الحياة الشخصية للأفراد، متغافلين عن المضمون وكيفية تقديمه.

إذ أصبحت تقتصر على التفاهة واللامحتوى، تدور في دوامة لا نفع منها ولا جدوى، يحصر معظمها في الفضائح أو المقالب، “روتينات” يومية بالمنزل، لتتمادى في بعض الأحيان وتتاجر في الحياة الشخصية وما يجري بها من أحداث.

وفي هذا الصدد قال المختص في علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور، إن الاسباب وراء ضعف محتوى “يوتيوب”، يتقاسمها كل من المعد والمتلقي، فكلما كان الطلب على شيء معين كلما زادت الإنتاجية فيه، وهناك بعد ثاني إذ أن المعد يسلط الضوء على نفسه فيحولها لمهرج من أجل جذب الآخر، إذ من الناحية النفسية يجعل من ذاته مركز العالم، فهو لم يجد الشهرة بالطريقة العلمية، وبالاستحقاق، فيخلقها في العالم الافتراضي.

كما أضاف بنزاكور على أن المتلقي يهرب مما يقدمه الإعلام المغربي الخالي من الجودة، فيلجأ لقنوات اليوتيب كبديل، أو الفيديوهات القصيرة، التي تسمح له بالانتقال من مقام إلى آخر دون أخذ وقت، فيمضي الوقت بدل استغلاله في القراءة أو مشاهدة شيء ذي نفع، إذ انعدمت طاقة الصبر.

كما أكد على أن المعد أصبح يبحث عن المال بدل تمرير أفكار ذات مغزى، أو يروج لثقافة معينة، تفيد الأجيال قادمة، إذ أنها ستجد صعوبة في التفرقة بين الصالح والطالح، فالفيديوهات لها سلطة معرفية، يعني له مرجعية ومصداقية، فلكي نرتقي بالمحتوى يجب الارتقاء بالفرد المغربي، حسب تعبير بنزاكور.

ووجه بنزاكور نداء لوزارة التعليم المغربية، قائلا إن الأمر يستدعي أن تكون حصة تكوينية في الانترنيت، من ناحية استعمال مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الفيديوهات، “فعندما تصبح حصة تدرس ويمتحن فيها الطالب، ربما الأجيال القادمة تكون أكثر ذكاءا وجودة، وسيحصل ارتقاء من ناحية المحتوى”.