مجتمع

مؤسسة تعليمية تفرض على الآباء الأداء وتطرد أساتذة وتحرم آخرين من الأجرة

في الوقت الذي أبان فيه المغاربة عن قيم التضامن والتآزر لمواجهة تداعيات جائحة “كورونا” وما خلفته من أزمات اقتصادية، انتهزت بعض المؤسسات الفرصة من أجل “امتصاص دماء” المواطنين في عز الأزمة، ومن بين هذه الجهات مؤسسات تعليمية خصوصية بمدينة مراكش.

المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق” أثبتت أن المؤسسة التي تتكون من 4 فروع منتشرة في مناطق مختلفة من مراكش، أجبرت أولياء التلاميذ على دفع الواجب الشهري من أجل الاستمرار في توصل أبنائهم بالدروس عن بعد بواسطة تطبيق “واتساب” فيما عمدت إلى تسريح أساتذة وعدم أداء واجب الأساتذة الآخرين كاملا.

أستاذ متضرر من “الطرد التعسفي” أوضح في حديث لجريدة “العمق” أن مالك المؤسسة أجبر الطاقم التعليمي في بداية فرض الطوارئ الصحية على الحضور إلى مقرات العمل رغم أنهم لم يكونوا يقومون بأي شيء عند الحضور، غير أن قرار إغلاق التنقل بين المدن دفع مجموعة من الأساتذة لمغادرة مراكش في آخر لحظة ليضطر مالك المؤسسة لقبول عملهم عند بعد.

وتابع الأستاذ الذي يشتغل بفرع المؤسسة “ز.4” بحي تاركة، أنه لم يتوصل بأجرته لشهر مارس، كما أنه تفاجأ بعدم التصريح من طرف المؤسسة به لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ضمن المتضررين من جائحة “كورونا”، فيما أخبره مالك المؤسسة أنه مفصول ولن يكون بإمكانه التوصل بأجرته الشهرية البالغ قيمتها 2300 درهم إلا بعد عودة التلاميذ للفصول الدراسية.

بحث جريدة “العمق” في الملف أثبت طرد المؤسسة ذاتها “بشكل تعسفي” 13 مدرسا بمستويات مختلفة، كلهم غير مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي سوى لشهر واحد في بداية الموسم الدراسي، وتربطهم مع المؤسسة “التزام عمل” وليس عقد عمل قانوني.

في السياق ذاته، أثبتت مصادر متطابقة أن الأساتذة الذين احتفظت بهم المؤسسة ولم يتعرضوا للطرد، توصلوا بمبالغ بين 1000 و1200 درهم، وهو ما يعادل نصف أجرتهم الشهرية فقط، كما أن الإدارات الأربعة لم تصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للاستفادة من تعويض التضرر من الجائحة، وأغلبهم غير مصرح به طوال السنة ولا يستفيد من أية تغطية صحية.

كما أكد أحد العاملين بالمؤسسة في حديث لجريدة “العمق” أن من بين المطرودين من يشتغل في الإدارة وفي التدريس في الوقت ذاته، ومنهم من يدرس في السلكين الابتدائي والإعدادي في الوقت ذاته.

تعليقات الزوار