مجتمع

أخصائي نفساني يحذر المغرب من تكرار “خطأ” فرنسا بإلغاء امتحانات الباكالوريا

حذر الأخصائي النفساني جواد مبروكي، المغرب من تكرار “خطأ” فرنسا بإلغاء امتحانات الباكالوريا، معتبرا أن القرار الذي اتخذته السلطات الفرنسية قد “يخلق جيلا محبطا ومصدوما إلى الأبد”، وذلك بسبب رمزية الباكالوريا لدى الأجيال.

الطبيب النفساني المغربي والباحث في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، أوضح أن البكالوريا ليست مجرد امتحان وطني يمنح الوصول إلى الجامعات فقط، ولكنه أكثر رمزية، فهو يشير إلى الطقوس الاجتماعية للانتقال من المراهقة إلى مرحلة البلوغ، والبكالوريا هي رحلة حج لإغلاق حقبة من الماضي.

وأشار في مقال له بعنوان “فرنسا: بكالوريا شعبة كوفيد-19.. جيل مُخصي!”، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إلى أن إلغاء الحكومة الفرنسية لهذا الامتحان أو بالأحرى طقوس المرور إلى مرحلة أخرى، خطأ فادح وكان من الأفضل أن تؤجل الامتحانات إلى سبتمبر أو أكتوبر أو حتى أخذ قرار سنة بيضاء، لتجنب ولادة جيل محبط ومصدوم إلى الأبد.

وأضاف مبروكي أن التلميذ منذ قبوله في المدرسة، يبدأ في الاستعداد لاجتياز البكالوريا لكي يحصل على شهادته ويثبت قدراته من خلال الاختبارات التي تميز حياته وتاريخه وتاريخ عائلته، قائلا: “أملي ألا يرتكب المغرب نفس خطأ فرنسا”، وفق تعبيره.

وتابع: “منذ طفولته يتشبع ويمتص التلميذ جميع القصص الممكنة والأسطورية لاجتياز البكالوريا التي تحكى عبر والديه وإخوته وأخواته وأبناء عمومته وأعمامه وأساتذته. كما يشاهد الطفل أفلام ومسلسلات تلفزيونية، مضحكة أو درامية، والتي تسلط الضوء على ظاهرة وأسطورة اجتياز البكالوريا”.

وبدخوله إلى المدرسة، يقول مبروكي، “يركب التلميذ القطار التكويني ولا يمكنه تركه إلا إذا اجتاز امتحانات البكالوريا و”القفز في محطة الكبار”! هذه القفزة التي تم تحضيره لها طوال رحلته من قبل معلميه ووالديه”.

ولفت إلى أنه في آخر كل عام دراسي يُذهل التلميذ بوسائل الإعلام التي تولي أهمية كبيرة للباكالوريا فيما يتعلق بظروف الامتحانات وعدد المرشحين وزيارة المسؤولين الحكوميين في قاعات الامتحانات. وما يلفت الأكثر انتباه هو أن وسائل الإعلام لا تعلن إلا عن نتائج البكالوريا وليس نتائج الكلية أو المدرسة الثانوية أو حتى الدكتوراه.

وشدد على أنه بالنسبة للطفل، فإن البكالوريا تبقى في نظر المجتمع أكثر أهمية من بقية الشواهد، وخلال كل هذه السنوات الدراسية الاثنتي عشرة يواصل التلميذ تصور نفسه في قاعة امتحان البكالوريا وأمام النتائج المنشورة في مؤسسته وفرحة النجاح.

واعتبر أن “البكالوريا جزء من تاريخ التلميذ وأسرته ومستقبله وأولاده فيما بعد. البكالوريا هي العضو الأساسي الذي يجب أن يكتسبه التلميذ من أجل تتويج نهاية مراهقته ودمجه في هويته وجسده. ولسوء الحظ فإن فرنسا قررت إخصاء هذا الجيل من خلال بتر هذا العنصر المنشود مند الأقسام التحضيرية الابتدائية”.

ومضى بالقول: “هذا الإخصاء سوف يُحبط بعنف على مدى الحياة جيل “بكالوريا شعبة كوفيد-19″، لأن البكالوريا تحولت إلى ممر سهل بدون طقوس الامتحان وبدون دمج ما كان متوقعًا ومرغوبًا وبدون ألم ” الحصول على بكالوريا عبر عملية قيصرية تحت تخدير الحجر الصحي”.

تعليقات الزوار