أدب وفنون

في الذكرى الثانية لرحيل ميمون الوجدي .. أسرار فنان لم ينل حقه كاملا

بوجمعة الكرمون

حلّت أمس الثلاثاء الذكرى الثانية لرحيل أيقونة فن الراي المرحوم الشاب ميمون الوجدي، بعد تاريخ حافل عمّر أزيد من ثلاثين سنة، وتحديدا منذ إصداره أول ألبوم ” النار كدت” سنة 1982.

الكتابة حول سيرة الراحلين ليست مجرد ترف، أو بكاء على أطلال يسكنها الغراب، وإنما هو نبش في ذاكرة حية ما زالت تنطق بماضٍ زاهر، بل ما زالت تصنع المعنى في بيئة تموج بمختلف أشكال التفاهة الفنية.

رحيل ميمون بكوش أو الشاب ميمون الوجدي، ومرور الذكرى الثانية لوفاته، دون تخليد لها ولو بالتفاتة رمزية، يعطي الانطباع بموت الثقافة، وبفناء فلسفة الذوق الجمعي؛ رسميا وشعبيا، لأن الاحتفاء بالفنانين، والمبدعين.. هو في العمق احتفاء بمسار لا ينفصل عن واجهة المجتمع الثقافية، بما يخدمه فنيا وجماليا وروحيا، وفي هذا إغناء إيجابي لحقل الإبداع والمبدعين المنتسبين إليه.

حقائق كثيرة يجهلها المغاربة عن الراحل ميمون الوجدي، الذي يجمع الكثير من المهتمين على أنه لم يأخذ حقه كاملا، ومن أهم هذه الحقائق حبه الشديد لوطنه، ومدينته، وهويته.. وفي كل مرة كان يردد مواويله، التي اشتهر بها، كان يصر على إعلان ولعه بالتربة التي أنجبته، وحتى في اللحظة التي كان يحس بحرقة التهميش، ظل لسان حاله يردد ” واللي ينساونا مانساوهم”.

ومن الأسرار التي يجهلها الكثيرون حول الراحل ميمون الوجدي، الذي بدأ مشواره مدربا في رياضة كمال الأجسام، تغنيه بزوجته فاطمة، التي ظلت تكابد إلى جانبه وقت الضيق، فغنى ” معاك انت يا العمر”.. وأغاني أخرى لم يكن يقصد بها سوى رفيقة دربه التي أنجب منها بنتين.

ويعد الراحل الشاب ميمون الوجدي من الفنانين الأوائل الذين وضعوا لبنة فن الراي بالمغرب، وطار به في الوطن وخارجه، لدرجة لم تكن سهرة لتمر سنوات الثمانينات، وزمن التسعينات، دون أن يكون ميمون الوجدي حاضرا فيها، لأن جمهوره كان غفيرا، في زمن كان الراي بمثابة ” موضة” تخترق صفوف شباب حقبة السبعينات والثمانينات.

خلف الشاب ميمون الوجدي، على امتداد 4 عقود، ريبيرتوارا غنيا، ما زال يتغنى به في الأوساط الشبابية، خاصة رائعته ” تشطن خاطري”، التي فتحت له باب الشهرة، وروائع أخرى من قبيل ” أنا منوليش”، و” مول الطاكسي”، ” مرجانة”، ” يا الظالم”، وعشرات الأغاني التي ما زالت تسكن الذاكرة، وترددها الأجيال الصاعدة.