بوجمعة الكرمون
بعد تدخل الجيش المغربي، وتجفيفه منطقة الكركرات من “مرتزقة” البوليساريو، في خطة زاوج فيها المغرب بين الدفاع عن سيادته الكاملة، واحترام تعهداته مع هيأة الأمم المتحدة، لجأت البوليساريو وصنيعتها الجزائر، لترويج إشاعات مفضوحة، فيما يشبه تنفيسا عن انكسارهما العظيم بمعبر الكركرات الحدودي.
ترويج أخبار زائفة، وتوظيف صور مفبركة تارة من حرب العراق وتارة أخرى من اليمن، واستغلال وفاة سابقة لجندي مغربي ينتمي للقبعات الزرق بإحدى الدول الافريقية، ونسبته للمواجهة الوهمية التي لم يعد لها أثرا في الواقع، بقدر ما تحوّلت إلى مجرد نكتة في وسائل التواصل الاجتماعي، تبتغي من ورائه البوليساريو وصنيعتها الجزائر المس بمصداقية السلطات والمؤسسات الوطنية المغربية، وإظهارها أمام المنتظم العالمي في شكل نظام قمعي لا ديمقراطي.
وفي هذا الصدد، اعتبر نبيل زكاوي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن الإشاعات كانت دائما جزءا من تاريخ جبهة “البوليساريو”، بحيث ارتبطت بتآمرها على المغرب، غير أن صناعة الشائعات هذه المرة من طرف إعلام الجبهة في ظل المستجدات الميدانية الأخيرة لا تعكس الروح العدائية لدى الجبهة فحسب، وإنما تعكس، أيضا، مستوى اليأس الذي وصلت إليه.
وأضاف المتحدث نفسه، في تصريح لجريدة ” العمق”، أنه بحكم أن الإشاعات ترتبط بأوقات الأزمات، فهي تدل على اضطراب الكيان المزعوم، يستخدمها كآلية دفاعية ضد النصر الذي حققه عليه المغرب ميدانيا، وما تلاه من مسلسل التضامنات الدولية المؤيدة للتحرك العسكري المغربي الذي حرر معبر الكركرات من بلطجية “البوليساريو”، ولهذا فهذه الأخيرة تسعى لإعادة تشكيل الرأي العام من خلال تزييف علاقات القوة الموجودة على الأرض.
ونبه أستاذ العلاقات الدولية إلى أن فبركة الأكاذيب من قبل الجبهة بات مصدرا مهما لمعرفة كيف تحاول التغطية عن ضعفها، وكيف تعبر عن عزلتها الحالية، وهو دليل آخر على غياب مصداقية مزاعم الجبهة، والتي صارت تتوسل بـ”الخيال الإعلامي” لخلق واقع معاكس تماما لذلك الذي تعيشه حقيقة، لكن في نهاية المطاف، بالنسبة للرأي العام، قليل من الحس المتشكك يسمح بالتمييز بين الحقيقة وكل شائعات وأوهام “البوليساريو”.