اننا فعلا نحتاج لرؤية تجديدية,بل ثورية تجاه الحملات الانتخابية…
اني أجد من المعيب إن لم أقل من الجنوني أحيانا ,ان يقدم أحدهم وعودا للناس بالتغيير و الأمل و إصلاح احوالهم ,و الحال حقيقة أنه هو أول من يفسد حالهم..قد تقولون كيف ذلك؟
عن أي اصلاح سنتكلم و شوارعنا اليوم ثلوت بأوراق الأحزاب على شتى الألوان و الأشكال ,إنهم يشوهون صورتلك الشوارع و الازقة و الساحات و يجعلونها تغوص في أكوام الاوراق , بل يشوهون حضارة و ثقافة بلد عريق بأكمله.
أي تغيير و فلان يقوم بالدعاية لحزبه و هو يتجول بالأزقة رفقة مكبر صوت مزعج غير مبال بالمرضى و العجائز و الرضع و و و ..
و حتى إن غضضنا الطرف عن هذه الشكليات و الملاحظات الفنية ,والتي إن بدت على بساطتها فانها تعكس تجليات صارخة لتنافي الأخلاق و السياسة في المشهد الحزبي لبلدي إن لم نقل تنافي الإنسانية و الفعل السياسي.. و التي تظهر بصورة أوضح في صور استغلال الاطفال و النساء كوجوه إشهارية لسلعة فانية تمت عنونتها تحت” البرنامج الإنتخابي”.
و هنا يطرح سؤالي نفسه عنوة :كيف لي أن أثق بفاعل سياسي يرمي برنامجه الإنتخابي الموعود أرضا و يسحقه تحت قدميه بل و يراه مجرد ورقة طبعت لأجل الإشهار.هل من يرمي وعوده امام عينيك ،سيفي بها بغيابك؟
دعونا لا نتكلم عن تلك الشعارات و الجمل التي تكرر منذ أول أنتخابات عرفها الوطن إلى اليوم ،لأننا إن غصنا بها سنفهم علة الحال الذي لم يتغير .. إن إقحام الشباب فقط لأنهم شباب و في ريعان العمرليس هو التغيير المطلوب .اذ إننا نريد شبابا برؤية متجددة و بروح غير التي نراها بالشيب ،و إلا فلا اعتبار إن ردد الشباب شعارات إسلافهم و نسجوا على نفس المنوال خيوط سياسة بالية كما فعل اللذين من قبل.
أما من جهة أخرى ,لو أن هذه الأحزاب كلها أو على الأقل غالبيتها كانت تقوم بدورها -و لا أقصد هنا التسييرو التقرير- و لكن أقصد التأطير السياسي و الفكري و تواجدها بنفس الحماس و الطاقة لتأطير الشباب في غير ما مناسبة و طيلة شهور السنة لكنا جميعا جينينا ثماره شبابا خلوقا ,واعيا ,ثائرا ومبدعا..لا شباب يعيد نسخ تجارب الذين سبقوه.
قد يكون ما كتبت رأيا شخصيا نابعا عن خليط من الملاحظات و الأفكار و التأملات و عن كثير من التمرد ايضا..لكني على يقين تام بأن به الكثير من الحقيقة .
تعليقات الزوار
أفواقك الرأي أستاذة اميمة..كل خمس سنوات يتم إعادة نفس النداءات و نفس الشعار الذي أصبحنا نحفظه عن ظهر قلب..ينوحون بالاصلاح و هم أول المفسدين..يعدون الساكنة بتوفير فرص الشغل للشباب و شبابهم أول من يُوظف..مشكورة على تمردك يا جميلة..❤❤كل الود✌👏