ما المهم في رسالة برلين؟ أي رسالة الرئيس الألماني إلى جلالة الملك، والتي عمم بلاغ للديوان الملكي فحواها…مر أسبوع على الحدث، وطالعت وشاهدت الكثير من التعليقات التي صدرت عن مختصين في قضايا وحقول معرفية عدة، لكن مع ذلك بقي السؤال المستهل به، مطروحا، ما الحاجة التي تسترعي الانتباه أكثر؟ لنقم بجرد الخيارات المطروحة أولا…
رسالة برلين…هي:
– إشارة هامة، وتحول في تعاطي دينامو الاتحاد الأوربي مع بلادنا، بعد قرابة سنة من الجفاء، الناتج عن ندية التعامل التي حاولت ديبلوماسيتنا فرضها على شركائها، لغاية الوصول إلى وضوح أكبر في التعاطي مع قضايانا المصيرية…
– اعتراف بفشل الخيارات التي طرحتها ألمانيا بعد أزمتها مع الرباط، فالرسالة صادرة عن رئيس دولة شرفي، بالفعل، لكنه خبير في العلاقات الدولية وقاد التصور الألماني لها خلال فترةليست بالقصيرة…
لكن، إلى جانب هذه الرمزية، هناك عمق في الرسالة، فهذه الأخيرة:
– تثمن اختيارات اقتصادية كبرى، وتصف التطور الذي تعرفه بلادنا “بالرائع”، وتتوقف عند أحد أهم الأمثلة وهو “التحول الطاقي”؛
– تشيد بالسياسة الدينية، في نموذج تكوين الأئمة، ودور المغرب كعنصر استقرار في المنطقة؛
لتبقى النقطة الأهم في الرسالة، هي تعرضها لقضية وحدتنا الترابية، ولنترك الرسالة تتحدث بعبارتها كالآتي “إن ألمانيا…تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب،وأساس جيد للتوصل إلى اتفاق”؛
لتتوج الرسالة كل ما سبق بدعوة جلالته لزيارة دولة ألمانيا،من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”…بعد كل هذا يحق لنا أن نعيد الذاكرة إلى الوراء لنتذكر أصواتا:
– عابت على بلادنا اختيارها “نهج الوضوح” في علاقتها مع شركائها، بل وذهبوا إلى أن هذا الخيار سينتهي بنا إلى عزلة…
– عابت على بلادنا الاستثمار الكبير في الطاقة البديلة وفي الاقتصاد الأخضر، وفي الدينامية
– بل وعابت، الخيارات الاقتصادية القائمة، معتبرة إياها غير مجدية ولا تقود إلى التطور…
رسالة برلين، تجيب على هؤلاء، وبمصداقية كبيرة،
إن الرسالة في الأخير، تلخص عباراتها منظور الآخر إلينا،إنه ينظر إلى بلادنا كمحور في قارته، كشريك مفضل، كبلد واع
رسالة تهنئة بحلول سنة جديدة…بحلم شراكة جديدة…لكنها رسالة إلى جوارنا أيضا…فالريع، والتجييش