احتل المستثمر والملياردير البارز في وول ستريت، كارل إيكان، مركزًا مهمًا في عالم الشركات في الولايات المتحدة لأكثر من 50 عامًا، حسب “فوربيس الشرق الأوسط”، حيث مثل ظهوره شرارة الصراع بين المستثمرين النشطاء، الذين يشترون حصصًا في الشركات ويضغطون من أجل التغييرات الإستراتيجية والمالية التي يعتقدون أنها ستدفع الأسهم إلى الأعلى، وبين الرؤساء التنفيذيين، بحسب صحيفة وول ستريت.
يظهر مؤسس شركة الاستثمارات Icahn Capital Management، في العرض الأول لفيلم “Icahn: The Restless Billionaire”، عشية عيد ميلاده الـ 86، ليزيح الستار عن أسباب جنيه لثروته البالغة 16.8 مليار دولار بتقديرات فوربس بتاريخ 22 فبراير/شباط، والتي وضعته في المرتبة الـ 43 ضمن قائمة فوربس لمليراديرات العالم.
استراتيجية كارل إيكان
كتب إيكان على تويتر: “بعض الناس يصبحون أثرياء بدراسة الذكاء الصناعي. أنا أكسب المال من دراسة الغباء الطبيعي”
ويوضح الملياردير أن السبب في ثروته ليس عبقرية شخصية، وإنما خلل النظام القائم على فكرة أصحاب المصلحة، والذي تعمل فيه الشركة بأسلوب يفيد جميع أصحاب المصلحة دون استثناء.
ويبدو إيكان في الفيلم وقد غير الزمن من ملامحه، إلا أن آراءه لا تزال ثابتة حول طبيعة أخطاء الشركات، حيث أمضى حياته المهنية يحاول إجبار الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة على القيام بما يريد، مع تركيز لا يلين على زيادة أرباح المساهمين، فيما يراه الطريقة المثلى التي تفيد الجميع.
يختلف بعض قادة الأعمال في العالم مع وجهة نظره، معتبرين إن التركيز على المساهمين أكثر من أي شخص آخر هو المشكلة.
ويتبنون نظام رأسمالية أصحاب المصلحة بدلاً من ذلك، والذي يعمل على تحقيق التوازن بين مصالح المساهمين وموظفيهم والمجتمع الأوسع، مقتنعين أن هذا الأسلوب سيجعل الجميع أفضل حالًا.
ويقول إيكان في إحدى تغريداته على تويتر في 16 فبراير/شباط: “على الرغم من أن لدينا شركات كبيرة، فإن مجالس إدارة هذه الشركات لا تحاسب رؤسائها التنفيذيين، وبالتالي فنحن لسنا منتجين بالقدر الذي ينبغي أن نكون عليه، وهذا هو السبب الرئيسي للتضخم وفجوة الثروة”.
تأثير ممتد
نجح إيكان في جعل كيفية استجابة الرؤساء التنفيذيين مقياسًا جديدًا لمدى قوتهم، حيث تؤثر تعاملاتهم مع المستثمرين النشطين على أسهم الشركة التي يديرها، وتحدد سمعته وأمانه الوظيفي.
ويشير الخبراء إلى إن مجالس الإدارة أصبحت تركز عند بحثها عن رؤساء تنفيذيين جدد على كيفية تعاملهم مع المستثمرين النشطين، مع المحافظة في نفس الوقت على تحقيق استراتيجية الشركة.
ويضيف إيكان في تغريدة على تويتر: “يوجد العديد من الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة الجيدة، إلا أن هناك عددا كبيرا أيضًا من الرؤساء السيئين الذين يضرون باقتصادنا…”
تروي غيل غولدن إيكان، زوجة إيكان، أنهما قدما كعكة مبتكرة إلى الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، يظهر عليها شعار التفاحة مقضومًا من ناحيتين رمزًا على تأثير المستثمرين النشطين على استثمارات حاملي الأسهم.
وأضافت غيل إن المال ليس ما يحرك زوجها، بل الشغف، فهو حين يصبح مهووسًا بشيء ما، لا يهدأ حتى يحققه.
رائع وسلس
تم وصف إيكان في الفيلم الوثائقي بأنه مرعب، ومتنمر، وأحد أكثر المستثمرين دهاء على هذا الكوكب، بحسب بلومبرغ. وربما يأتي الوصف الأكثر حيوية من المستثمر بيكنز، الذي وصف إيكان بأنه “رجل رائع وسلس”.