ربما تلْفزتُنا تُشبهنا !لم نَعد نتحدّثُ كثيرا عن الأعمال التلفزية الرمضانية.
ولم نَعد نكتبُ حولها ” الهاشتاغات” والمنشورات على الفايسبوك.
و كأننا نُطفئ التلفاز وقتَ الإفطار ونَسّتمع فقط إلى أصوات المعالق والصحون وصب الشاي فالكؤوس.
وكأنها تأثيرات الأزمة العالمية.
أو أزمة الإبداع.
أو كورونا. أو التغيير المناخي.
أو صارت لدينا أولويات أخرى غير الضحك.
ربما أصبحنا نقرأ كما أوصتنا سامية أقريو في برنامج الرمضاني.
ربما سئمنا واستسلمنا للواقع.
ربما نحن عدميون.
أو تأكد لنا أن الأمر ابتلاء من الله.
قضاء وقدر.
أو تصالحنا مع ذواتنا وتقبّلنا الحقيقة كما هي.
كأننا صرنا نقولُ إن تلفزتنا تُشبهنا.
وكأنّ ” طوندونس يوتوب، تيك توك ” وقنواتنا يتشابهون.
وكُلهم يشبهوننا. فكاهتنا تُشبهنا. ونحن نُشبهها.
ربما ألفنا نفس الوجوه.
فصاروا منا وصرنا منهم ولم نعد ننتقدهم.
فأصبحنا مُدمني مواقفهم الفكاهية ” الساخرة “.
كأنّ أعراض حُمى الانتقاد ” المُزمن الحاد ” اختفت لدينا.
ربما لم نعُد قادرين على الخَوض في موضوع ريع الإنتاج في التلفزيون. كما العقار ورُخص الصيد في أعالي البحار.
ربما دخلنا منطقة الراحة.
ولم يعد يعجبنا كل شيء.
وأصبحنا لا نُميّز.
ربما صرنا نخافُ التغيير داخل القنوات.
ربما صارت قنوات مُقدسة.
يسيرها أشخاص مقدّسون.
فَغيرنا نحن الوجهة بشكل جماعي نحو قنوات أخرى بدون علم “ماروك ميتري”.
