يعتبر تحديد سيناريو انتشار أي وباء أحد مداخل رصد التحولات التي يمكن أن يعرفها مسبب ذلك الوباء وطرق انتقاله، مما يساعد في فهم تطور الوضعية الوبائية والقدرة على إعطاء توقعات دقيقة حول مستقبله.
وسمحت دراسة تسلسل عينات من الحالات المؤكدة للإصابة بمرض جدري القردة ومشاركة النتائج فيما بين العلماء في مختلف الدول التي سجلت فيها حالات الإصابة بالمرض، من تحديد سناريو اعتبروه الراجح حتى الآن حول انتشار المرض.
لم ينج وباء جدري القردة، الذي تضاعف عدد الإصابة به خمس مرات، من نشر أكاذيب فندتها منظمة الصحة العالمية، آخرها الادعاء بأن المنظمة أعلنت حالة الطوارئ الصحية.
الانتشار من حالة واحدة
ويعتقد باحثون في دول مثل البرتغال وألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة، حسب قناة الحرة، أن أصل التفشي الحالي لمرض جدري القردة قد يكون من حالة واحدة، انتقلت إلى آخرين في دول مختلفة.
وقال باحثون من المعهد الوطني للصحة في البرتغال في منشور على منتدى لتبادل أبحاث علم الفيروسات إن أوجه التشابه بين الجينوم الفيروسي من 10 حالات تم اكتشافها هناك وحالة واحدة من مريض في الولايات المتحدة تشير على ما يبدو إلى أن تفشي المرض له أصل واحد.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن فيليب سيلهورست، عالم الفيروسات الطبية في معهد الطب الاستوائي في أنتويرب، إن الحالة المصابة هناك، والتي سافرت مؤخرا من لشبونة، كانت مرتبطة وراثيا بحالات البرتغال.
وقالت آن ريموين، عالمة وبائيات الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس للصحيفة، إنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التسلسلات للحصول على الصورة الكاملة.
وتعتقد السلطات الإسبانية أن جدري القرود تم إدخاله إلى إسبانيا من شخص سافر من المملكة المتحدة.
عدد الإصابات يتضاعف 5 مرات
حسب قناة الحرة، بلغ عدد الحالات المؤكدة لجدري القردة في جميع أنحاء العالم 219 حالة خارج البلدان التي يتوطن فيها، وفقا لتحديث صادر عن وكالة الأمراض التابعة للاتحاد الأوروبي.
وأبلغ أكثر من عشر دول، المرض فيها غير معتاد ومعظمها في أوروبا، عن حالة مؤكدة واحدة على الأقل، حسبما قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) في مذكرة وبائية صدرت مساء الأربعاء.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن سلاسل انتقال العدوى في أوروبا دون روابط وبائية معروفة بغرب أو وسط أفريقيا، حيث يتوطن هذا المرض”.
وأضافت الوكالة أن معظم الحالات تم اكتشافها لدى الشباب، الذين يعرفون أنفسهم بأنهم رجال يمارسون الجنس مع الرجال.
وسجلت المملكة المتحدة، حيث تم اكتشاف ظهور جدري القردة لأول مرة في أوائل مايو، أكبر عدد حالات مؤكدة بـ71 حالة، تليها إسبانيا بـ 51 حالة والبرتغال بـ 37 حالة
أما خارج أوروبا، فسجلت كندا 15 حالة والولايات المتحدة تسع حالات.
وزاد العدد الإجمالي للحالات المبلغ عنها يوم الأربعاء خمسة أضعاف منذ الإحصاء الأول في 20 مايو، عندما قالت الوكالة الأوروبية إن هناك 38 حالة.
وقالت الوكالة في وقت سابق من هذا الأسبوع إن خطر العدوى “منخفض جدا”، لكنها حذرت من أن الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون، بغض النظر عن التوجه الجنسي، هم أكثر عرضة للخطر.
وأضافت أن “الأعراض السريرية توصف عموما بأنها خفيفة”، مضيفة أنه لم تحدث وفيات.
الصحة العالمية تفند التضليل الإعلامي
تناقل مستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي خبرا يزعم إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بسبب جدري القردة لوقف انتقال العدوى، حسب قناة الحرة.
وجاء في المنشورات “منظمة الصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ تفشي مرض جدري القرود في عدة دول”.
وبدأ انتشار هذه المنشورات، حسب نفس القناة، في 21 مايو بالتزامن مع إعلان عدد من الدول تسجيل إصابات بجدري القردة، حاصدا عشرات المشاركات وآلاف التعليقات على موقع فيسبوك.
وبعد التحقق من صحة الخبر، تبين أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن حال الطوارئ بسبب انتشار المرض، ولم يتم العثور على أي أثر لإعلان مماثل على منصات المنظمة أو على أي موقع ذي صدقية، حسب القناة.
وأعربت منظمة الصحة العالمية في 23 مايو، أي بعد يومين على ظهور المنشورات المضللة، عن ثقتها في إمكان “وقف” انتقال المرض بين البشر في البلدان “غير المتوطن فيها الفيروس”
وجدري القردة، وهو مرض أقل حدة مقارنة بالجدري، متوطن في 11 دولة في غرب ووسط أفريقيا.
وينتشر عن طريق لدغة أو اتصال مباشر مع دم مصاب أو لحومه أو سوائل جسمه، وتشمل الأعراض الأولية ارتفاع درجة الحرارة قبل أن تتطور بسرعة إلى طفح جلدي
ويصاب الأشخاص المصابون به أيضا بطفح جلدي يشبه جدري الماء على أيديهم ووجوههم
وعادة ما يشفى المصابون من جدري القردة تلقائيا، كما هو معروف حتى الآن، وتستمر الأعراض لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وتحدث الحالات الشديدة بشكل أكبر لدى الأطفال وترتبط بمدى التعرض للفيروس والحالة الطبية للمريض وشدة المضاعفات
ويعتبر جدري القردة مرضا نادرا، وهو معروف لدى البشر منذ العام 1970، وقد اكتشف في جمهورية الكونغو الديموقراطية (زائير سابقا).