أخبار الساعة

السلطات تمنع سكان “الزينات” من التنقل لعمالة تطوان للاحتجاج ضد تفجيرات المقالع (فيديو)

منعت سلطات إقليم تطوان، ساكنة جماعة “الزينات” من التوجه صوب عمالة الإقليم، من أجل خوض وقفة احتجاجية جديدة، ضمن احتجاجاتهم المتواصلة تنديدا بتفجيرات مقالع الحجارة المجاورة لمنازلهم، والتي تسببت في مشاكل صحية واقتصادية واجتماعية وبيئية بالمنطقة، وأصبحت تهدد مصادر عيشهم، حسب قولهم.

وأفاد عدد من سكان الجماعة، في تصريحات لجريدة “العمق”، أن السلطات نصبت جواجز أمنية للدرك الملكي لمنع التنقل الجماعي لساكنة “الزينات” إلى مدينة تطوان، اليوم الخميس، فيما شهد محيط عمالة تطوان استنفارا أمنيا لمنع أي تجمع احتجاجي.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن السلطات منعت وسائل النقل العمومية من نقل سكان الجماعة إلى تطوان، مشيرين إلى أن الحافلات العمومية وسيارات الأجرة لا تتوقف بمركز “الزينات” هذا اليوم، فيما يتم إرجاع السكان الذين يحاولون التوجه إلى تطوان عبر سيارات النقل الجماعي.

وكان سكان جماعة الزينات قيادة بنقريش، قد وجهوا إشعارا إلى باشا تطوان، عبر البريد المضمون، من أجل تنظيم وقفة احتجاجية بعد زوال اليوم الخميس أمام مقر العمالة، للمطالبة برفع الأضرار الناجمة عن المقالع المتواجدة بالجماعة، وتوقيف رخصة استغلال مقلع جديد تم الترخيص له مؤخرا.

وبحسب الإشعار، فإن المكان الذي سيتم فيه إقامة المقلع الجديد، وهو الخامس بالمنطقة، يُعد المتنفس الغابوي الوحيد للساكنة لممارسة أنشطتها الفلاحية، مشيرا إلى أن المقالع تُسبب أضرارا جسيمة على البيئة والفرشة المائية، في ظل غياب مشاريع تنموية تخفف من وقع تلك المقالع على الساكنة.

وأشار الإشعار الذي اطلعت عليه جريدة “العمق”، إلى أنه بالرغم من إبداء الساكنة لتعرضها على المقلع الجديد أثناء فترة البحث العمومي بكناش التعرضات والتي فاقت 300 تعرض، إلا أن ذلك لم يؤخذ بعين الاعتبار، بحسب تعبيرهم.

غير أن قائد قيادة بنقريش، وجه مراسلة موقعة إلى النشطاء المشرفين على الاحتجاج، مطالبا إياهم بالعدول عن عملية نقل الأفراد جماعةً من مركز الزينات إلى مقر عمالة تطوان، معتبرا أنه لا يوجد ترخيص قانوني في هذا الصدد.

وأفادت المراسلة التي تتوفر “العمق” على نسخة منها، بأن اللجنة المحلية للأمن التي انعقدت أمس الأربعاء، اعتبرت أن هذه الخطوة لها أثار سلبية على النظام العام وسلامة المواطنين، محملة كامل المسؤولية لمنظمي الوقفة لما قد يترتب عن هذا السلوك غير القانوني، وفق تعبير الوثيقة.

يُشار إلى أن سكان جماعة الزينات بإقليم تطوان، يخوضون احتجاجات مستمرة منذ أشهر تنديدا بتفجيرات مقالع الحجارة المجاورة لمنازلهم، وللمطالبة بفتح تحقيق في الأضرار التي تخلفها التفجيرات يوميا، مستنكرين “تجاهل اعتراضاتهم المتكررة”، حيث يعتبرون أن تفجيرات المقالع “جريمة إنسانية”.

وتتواجد في جماعة الزينات القروية، 4 مقالع تشتغل منذ سنوات طويلة، فيما شرع مؤخرا المقلع الخامس في عمله رغم اعتراض مئات السكان عليه، فيما تقول الساكنة إنهم أصبحوا يأكلون الغُبار مع الطعام وكأنهم في سوريا أو فلسطين أو اليمن بسبب تلك التفجيرات، وفق تعبيرهم.

وبحسب ما عاينته جريدة “العمق” أثناء جولة سابقة لها في المنطقة، فقد بدا واضحا مدى تأثير التفجيرات اليومية للمقالع على حياة السكان، إذ أن عددا كبيرا من المنازل أصيبت بتشققات وتصدعات، كما أن الغبار يملء المنطقة.

وأوضح سكان القرية في تصريحات سابقة لجريدة “العمق”، أن المقالع تسببت في مضاعفات صحية وأزمات نفسية لأبنائهم، كما أدت إلى وفاة جنين داخل بطن والدته سنة 2009، عقب تفجير ضخم هز المنطقة، مشيرين إلى أن الأطفال لا يستيطعون التركيز مع دراستهم في ظل هذا الوضع.

وأضافوا أن التفجيرات القوية التي تقع يوميا بشكل عشوائي وبدون أي إشعار أو معرفة توقيتها، تسببت في تدهور الفلاحة وتربية المواشي في المنطقة، كما أدت إلى تضرر المياه الصالحة للشرب، بما فيها مياه سد الشريف الإدريسي، بالموازاة مع استنزاف الفرشة المائية.

وأشاروا إلى أنهم اتخذوا عدة إجراءات وخطوات قانونية واحتجاجية طيلة سنوات من أجل المطالبة بتدخل المسؤولين ورفع الضرر عنهم، دون أي جدوى، لافتين إلى أنهم قدموا اعتراضا وقعه أزيد من 340 من السكان لمنع دخول المقلع الخامس، قبل أن يتفاجؤوا بشروعه في أنشطته مؤخرا.

وتعتبر الساكنة أنها لا تستفيد من هذه المقالع وتعيش في التهميش، كما أن عددا قليلا من السكان يشتغلون في المقالع ضمن أعمال بسيطة جدا وبدون أي وثائق قانونية، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق لكشف خروقات المقالع والجهات المسؤولة عن الترخيص لها، ومعرفة مصير اعتراضاتهم.

ويخوض سعيد الحداد، زوج السيدة التي سقط جنينها بفعل تفجيرات المقالع، اعتصاما طويلا منذ أشهر بمركز الجماعة، حاملا معه الأعلام المغربية وصور الملك ولافتات كُتب عليها مطالب الساكنة، بعدما لم تنفع الشكايات التي وجهها سابقا إلى وزير العدل ووكيل الملك بتطوان.

تعليقات الزوار