سياسة

بوريطة: إفريقيا ستضم نحو 86 مليون نازح بسبب المناخ إلى غاية 2050

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن إفريقيا ستضم نحو 86 مليون من النازحين بسبب المناخ إلى غاية 2050، موضحا أن 80 في المائة من بين نحو 60 مليون نازح داخليا في العالم سنة 2021، يوجدون بإفريقيا جنوب الصحراء.

وخلال مشاركته في القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي حول القضايا الإنسانية، أمس الجمعة بمالبوي، والتي مثل فيها الملك محمد السادس، حذر بوريطة من “أننا أيضا أمام وضع استعجالي”، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني يركز على كل العلل التي تعاني منها إفريقيا، ويضفي عليها طابع الأولوية.

وأشار الوزير إلى أن من أوجه الأزمات في إفريقيا، وجود أزيد من 36 مليون من الأفارقة النازحين في الداخل  واللاجئين وطالبي اللجوء بالقارة، أي واحد من كل ثلاثة نازحين قسرا في العالم.

وأوضح أن نحو 282 مليون شخص يعانون من سوء التغذية بإفريقيا، مشيرا إلى أنه بمنطقة الساحل هناك 18 مليون شخص سيواجهون خطر المجاعة خلال الأشهر المقبلة، ضمنهم 7.7 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

وتابع قوله: “ندرك جيدا العوامل الكامنة وراء الأزمات الإنسانية، إنها ذات طابع سياسي وأمني ومناخي، وكل هذه الأسباب تتوفر مجتمعة في منطقة الساحل”، مضيفا: “العديد من التحديات تحيط بنا، لكنها لن تحد من تحركنا، وأفقنا هو أفق العمل، العمل الفوري”.

وقال إن المغرب بالإضافة إلى استجابته في زمن الطوارئ، معبأ إزاء مختلف العوامل التي تؤدي إلى حدوث أزمات إنسانية، مثل عدم الاستقرار السياسي والأمني، والهشاشة الاقتصادية والمناخية، وغيرها.

وأردف قائلا: “نعتقد جازمين أن هذا الأفق يجب أن تكون بوصلته احترام المبادئ الإنسانية والقانون الإنساني الدولي، وأن يضع نصب أعينه المصالح الحيوية للمواطنين الافارقة”، لافتا إلى ضرورة وضع الانسان في صلب العمل الإنساني، مؤكدا أن التزام المغرب “يتسم بطابع التضامن الفاعل في كل الأمكنة والأزمنة”.

وفي نفس السياق، اعتبر ناصر بوريطة أن التضامن الفاعل للملك محمد السادس، يشكل الأساس الذي ينبني عليه التزام المغرب في المجال الإنساني، معربا عن ارتياحه للمشاركة المغربية في هذا الحدث الهام، مضيفا أن التزام المملكة يتناسب في الواقع مع تحديات ومستوى التطلعات الإنسانية بإفريقيا.

وأوضح أن التضامن الفاعل للملك محمد السادس، هو التزام تضامني وواقعي أيضا، ويستند إلى مقاربة تدمج مختلف التحديات الأمنية والإنسانية والإيكولوجية التي تثقل كاهل إفريقيا، مؤكدا أن هذا الالتزام يتمحور دوما حول الإنسان، وليس أبدا حول “أجندات خفية”.

وحتى في فترة الجائحة، يضيف المتحدث، قام الملك محمد السادس بإطلاق مبادرة قادة الدول ال‘فريقية من أجل مصاحبة جهود القارة في مختلف مراحل تدبير الجائحة، من خلال إرسال مساعدة طبية هامة إلى عشرين بلدا إفريقيا شقيقا.

وذكر في هذا السياق بما ورد في رسالة الملك إلى القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني التي نظمت باسطنبول في 23 ماي 2016، والتي أكد فيها أنه “لمواجهة ما ينجم عن ذلك من معاناة ومآسي، فإن الاهتمام ينبغي أن ينصب اليوم على كل ما هو عملي، باعتماد مقاربة عقلانية، واستلهام اقتراحات استباقية واستشرافية، كفيلة بتطوير العمل الإنساني، بعيدا عن أي استغلال سياسي له”.