استقبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف الميراوي، أمس الاثنين، رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين محمد الدرويش، ونوابه الأساتذة فؤاد عمور وبنيونس المرزوقي و معروف البكاي و محمد السيدي و إحسان المسكيني.
وأشار بلاغ للمرصد أن ميراوي نوه خلال اللقاء الذي تأجل ثلاث مرات لأسباب موضوعية، بالمبادرات المدنية مذكرًا بالصدى الجيد والطيب الذي تركته ندوة ” الواحات والتحولات المجتمعية ” بمدينة الريصاني، و التي شارك في افتتاحها، مؤكدًا على أهمية هاته المبادرة توقيتًا، وموضوعاً، ومكانًا، و مشاركين من مؤسسات و أساتذة باحثين وطلاب.
وخلال كلمته، قال محمد الدرويش إن المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، تنظيم مدني مستقل يعنى بقضايا المنظومة من الأولي إلى العالي في تاريخ المغرب التربوي ،مشددا على أنه ليس بنقابة ، وأنه يشتغل في إطار ظهير الحريات العامة لسنة 1958 كما تم تتميمه، و تعديله، و يستند في عمله إلى مبادئ الموضوعية، و الحرفية، والحياد في رصد قضايا المنظومة.
وذكر الرويش بمبادرات المرصد الفكرية و التقارير التي أصدرها حول مجموعة من القضايا التربوية، و كذا الوساطة التي قام بها بخصوص مجموعة من الملفات، سواء في التربية الوطنية أم التعليم العالي أم التكوين المهني.
وبحسب البلاغ، فقد كان هذا اللقاء فرصة للطرفين لتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تشغل بال الرأي العام الوطني بخصوص واقع وآفاق منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والإصلاحات المرتقبة منهجيةً ومبادىء عامة، و ما سجله المرصد من تفاوت ملحوظ بين خطاب الوزير في موضوع المناظرات الجهوية وبين تفعيل ذلك من قبل مجموعة من رؤساء الجامعات.
وفي هذا السياق، سجل المرصد الوطني غياب إشراك المكونات الجامعية في عمليات التهييء و الإنجاز لهاته المناظرات، بل عدم إشراك حتى مجموعة من مسؤولي المؤسسات الجامعية، و سن سياسة الانفتاح المغلق على الفعاليات في جهاتها.
كما تمت الإشارة الى ما تعيشه مجموعة من الجامعات والمؤسسات من اختلالات إما في التدبير و إما في خرق سافر للقوانين المنظمة للتعليم العالي، و إما بإخلال مجموعة من مسؤوليها بالمهام المنوطة بهم في علاقاتهم مع الطلاب و الإداريين و الأساتذة و بعض المسؤولين في ما بينهم، مما يؤثر سلبًاعلى المردودية الداخلية و الخارجية لهاته المؤسسات ، إضافة إلى ما يروج من ملفات – رغم قلتها – في المحاكم و التي تسيء إلى مهنة التعليم العالي ، و تاريخه ، و مهامه النبيلة.
وأشار البلاغ إلى أن اللقاء سجل تطابق الرؤى في مجموعة من القضايا منها العدول عن مشروع نظام الباشلور الذي و إن كان مشروعًا واعداً إلا أن ظروف انطلاقه في شتنبر الماضي لم تكن جيدة في غياب الإمكانات البشرية والمادية و التشريعية، كما أن الكليات المتعددة التخصصات مشروع بلغ مداه و أسباب إنشائه قبل عشر سنوات من اليوم ، فكان لا بد من قرار إيقاف إنشائها مع التفكير في مؤسسات تساير منطق الجهوية ويلائم التكوين والبحث بها مقتضيات زمن ما بعد كورونا، و أهمية إيلاء الموارد البشرية عناية خاصة بتطوير منظومة التعليم العالي و البحث العلمي .
وأكد الوزير في ختام اللقاء، بحسب المصدر، على عزمه و رغبته بتعاون مع كل الفاعلين في إرجاع الجامعة المغربية للمكانة التي كانت تحتلها، و الأدوار الأساس للجامعة العمومية من حيث التكوين و البحث الرصينين، حتى نتمكن أولاً من جعل التعليم العالي و البحث العلمي قاطرة حقيقية للتنمية و ثانياً لسد الخصاص المهول الذي نسجله اليوم في كل الجامعات المغربية بسبب الأعداد الهائلة من الأساتذة الذين يتقاعدون سنويًا، و سيصل الأمر إلى مغادرة أكثر من ثلثهم.