كشف الباحث في السياسات والنظم الصحية، الدكتور الطيب حمضي، أن أول حالة مصابة بجدري القردة التي سجلت ببلادنا، “هي حالة وافدة دخلت من الخارج”، موضحا أن “الحالات المحلية إن تم تسجيلها ستكون مرتبطة بالحالة الوافدة”.
وأضاف حمضي في تصريح لجريدة “العمق”، أن “هذا المرض في حالة إصابته لأشخاص ليسوا من المخالطين أو غير وافدين من الخارج، سنكون قد وصلنا المستوى الثالث من هذا المرض آنذاك نكون دخلنا مرحلة الانتشار المحلي”.
وتابع الباحث في النظم الصحية، “أن المغرب مازال في المستوى الأول لهذا الداء، بوجود إصابة واحدة، وأن المخالطين للحالة المصابة بجدري القردة يوجدون تحت المراقبة الطبية لإجراء الاختبارات الضرورية”.
وأردف الخبير الصحي، أن “الشخص عند تأكيد اكتشاف إصابته بجدري القردة، فطبيا يتم عزله 21 يوما، وبعد هذه المدة تختفي الأعراض حتى الجلدية منها، علما أن هذا المرض قد يظهر عند الأفراد الذين لا يعانون نقصا في المناعة”، موجها نصيحته لكل مصاب بأن يكثر من “شرب الماء حتى يتمكن من القضاء على جروح الإصابة”.
كما يتم التعامل مع المخالطين للمصاب عبر تتبعهم، يقول حمضي، إذ أنه “من الناحية الطبية، فالمخالطين قد يتم تلحقيهم رغم عدم وجود لقاح خاص بجدري القردة، لكن الجيل الثالث من اللقاحات يضيف حمضي، له فعالية كبيرة وله أثار جانبية قليلة وهي اللقاحات الموجهة ضد الجدري البشري الذي تم القضاء عليه لأزيد من 40 سنة”.
وأشار إلى “أن هذه اللقاحات لها فعالية تصل 80 في المائة، لكنها لا تُمنح لأي شخص بل تمنح فقط للمخالطين للحالة المؤكدة والذين يشكلون خطرا على المواطنين أو أي شخص كان له لقاء مباشر أو حميمي مع المصاب الفعلي بالجدري”.
وشدد الخبير الصحي، أن اللقاحات المذكورة، “تقلل من نسبة انتشار عدوى الجدري وحتى في حالة إصابة المخالطين، تكون الإصابة خفيفة بعد هذه اللقاحات”، مردفا أن “هذا المرض لا ينتقل بسهولة من شخص لآخر”.
إلى جانب ذلك، أشار حمضي إلى أنه “رغم القلق العالمي حول انتشار هذا الجدري بسرعة خارج الدول التي ظهر فيها، وذلك راجع ربما لأنشطة كانت فيها لقاءات كثيرة ومباشرة مع مصابين” بحسب المتحدث، مؤكدا أن “الخبراء في مجال الصحة أكدوا أنه لا وجود لمتحور لهذا المرض الجديد”.
وشدد حمضي أنه “لتفادي الوقوع في فخ هذا المرض، يجب الحفاظ على النظافة الشخصية والتباعد وعدم تقاسم الأشياء الخاصة، وكذلك يقظة المواطنين تجاه صحتهم، وزيارة الطبيب بمجرد ارتفاع درجة الحرارة أو الشعور بآلام الرأس والمفاصل أو حدوث طفح جلدي”.
وأكد حمضي، “أن المنظومة الصحية ونظام اليقظة الصحية للمواطنين والمهنيين في القطاع الصحي جزء مهم منها مسخر لاكتشاف الإصابات في أوجها وهو ما يؤكد على قوة فعالية وقوة اليقظة الصحية”.
وخلص الباحث في النظم الصحية، “بأن يقظة الأطر الصحية ببلادنا هي التي قادت لاكتشاف الحالة الوحيدة المصابة بداء جدري القردة”، مضيفا “أنه لا شيء يبرر لحدود اليوم التشديد في الإجراءات باستثناء اتخاذ الحذر الكافي لتحصين أنفسنا كمواطنين وتحصين بلادنا من هذا المرض”.