سياسة

مأساة “مليلية”.. أصوات مغربية تطالب بتحقيق “عاجل ومعمق”

ارتفعت أصوات في المغرب، للمطالبة بتحقيق “عاجل ومعمق” في الأحداث المأساوية التي عرفتها الحدود مع مدينة مليلية المحتلة، حيث سقط 23 شخصا في صفوف المهاجرين غير القانونيين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، حينما حاول ألفي مهاجر سري اقتحام السياج الحدودي الجمعة الماضية من أجل العبور للضفة الأوروبية.

وهكذا عبرت المنظمة الديمقراطية للشغل عن أسفها الشديد لهذا الحادث، مشددة على ضرورة “التصدي الحازم لعصابات ومافيا التهريب والاتجار بالبشر”، داعية إلى “تفعيل دور المرصد الإفريقي للهجرة ليلعب دوره في رصد وتدبير مسألة الهجرة الإفريقية”.

من جانبها طالبت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، الجهات المختصة من خلال صلاحياتها فتح تحقيق دقيق من أجل معرفة ملابسات وحيثيات وأسباب هذا الحادث، مع ترتيب النتائج وتحميل المسؤولية وإعمال القانون؛ معبرة عن إدانتها لـ “أفعال ومناورات شبكات التهريب والاتجار بالبشر”.

ودعت المنظمة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، السلطات لتكثيف جهود في محاربة تلك الشبكات وتفكيكها؛ مؤكدة على ضرورة العناية بكل الجرحى ومعالجتهم، وضبط هويات الضحايا والجرحى وقوائمهم المدنية من أجل إبلاغ عائلاتهم عن طريق المسطرة الدبلوماسية؛ مطالبة السلطات العمومية بضبط النفس والتعامل مع ملف المهاجرين وطالبي اللجوء في إطار المقاربة الحقوقية.

كما تدعت كافة المهاجرات والمهاجرين وطالبي اللجوء إلى التمسك بالسلوك الحضاري والسلمي في التعبير، والمطالبة بالحقوق والحريات، مجددة دعوتها إلى تسريع وثيرة تنفيذ السياسة الجديدة في مجال الهجرة واللجوء، بأبعادها الإنسانية الحقوقية، والإسراع في اعتماد مشروعي القانون المتعلقين بالهجرة وباللجوء.

يشار إلى أن حصيلة محاولة اقتحام الحدود مع مليلية، ارتفعت إلى 23 حالة وفاة في صفوف المهاجرين غير القانونيين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، فيما يبقى رهن المراقبة الطبية حاليا عنصر واحد من أفراد القوات العمومية و18 من المقتحمين.

وشهدت محاولة الاقتحام العنيف هذه، حيث تم تسجيل إصابة 140 من أفراد هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، استعمال المرشحين للهجرة السرية لأساليب جد عنيفة في مواجهة أفراد القوات العمومية الذين تعاملوا بكل مهنية وفي احترام للقوانين.

وأبدى هؤلاء المرشحون للهجرة السرية، الذين كانوا مسلحين بالحجارة والهراوات والأدوات الحادة، مقاومة عنيفة في مواجهة أفراد القوات العمومية، الذين تعبؤوا لمنعهم من تخطي السياج الحديدي، كما تظهر ذلك الصور (الصور وأشرطة الفيديو) المتداولة على الأنترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي منذ الجمعة الماضية.

وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، قد اعتبر أن ما حدث على الحدود في مليلية، حينما حاول نحو ألفي مهاجر إفريقي اقتحام الحدود المسيّجة، كانت “اعتداء على وحدة أراضي” إسبانيا، مبرزا أنه “إذا كان ثمة مسؤول عن كل ما حدث، فهي المافيات التي تتاجر بالبشر”.

وقال سانشيز في مؤتمر صحافي في مدريد، إن الهجوم من قبل هؤلاء المهاجرين الأفارقة كان “اعتداء عنيفا ومنظما من جانب مافيات تمارس الاتجار بالبشر على مدينة هي أرض إسبانية”.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي “بناء عليه، فإن ما جرى اعتداء على وحدة أراضي بلادنا”، موضحا أن “الدرك المغربي عمل بالتنسيق مع قوات الأمن (الاسبانية) لصد هذا الهجوم العنيف الذي شهدناه الجمعة”.

تعليقات الزوار