سياسة

ماذا يقع بكينيا؟.. الرئيس الجديد يحذف تغريدة سحب الاعتراف بالبوليساريو

أثار قيام الرئيس الكيني الجديد، وليام روتو، بحذف تغريدة كان قد نشرها بحسابه الرسمي على “تويتر”، مساء اليوم الأربعاء، أعلن من خلالها سحب بلاده اعترفها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة، وإغلاق تمثيلية الانفصاليين في نيروبي، (أثار) تساؤلات عديدة عن دوافع هذا التغير السريع في موقف الرئيس الجديد.

ونشر روتو 3 تغريدات عن علاقات بلاده بالمغرب، عقب استقباله لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بقصر الرئاسة بنيروبي، اليوم الأربعاء، قبل أن يحذف لاحقا إحدى التغريدات التي كان قد أعلن من خلالها، شروع حكومته في خطوات إنهاء وجود الكيان الانفصالي في البلاد وإغلاق تمثيلية “البوليساريو” في نيروبي.

فيما شدد روتو، في تغريدة أخرى، لم يحذفها، على أن كينيا تؤيد إطار عمل الأمم المتحدة باعتباره الآلية الحصرية لإيجاد حل دائم للنزاع حول الصحراء، لافتا في التغريدة الثالثة إلى أنه سيعمل على “تسريع العلاقات مع المملكة المغربية في مجالات التجارة والزراعة والصحة والسياحة والطاقة، من أجل المنفعة المتبادلة لبلداننا”.

وهي نفس الفقرات التي نشرها الرئيس الكيني الجديد في تدوينة على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، قبل أن يقوم لاحقا بتعديلها وحذف الإشارة إلى سحب الاعتراف بالبوليساريو، ما أثار استغراب عدد من المتتبعين الذين تساءلوا عن مدى احتمال وجود ضغوطات أو تهديدات أو حتى إغراءات طالت الرئيس الجديد من طرف خصوم المغرب.

وفي هذا السياق، كانت وزارة الخارجية المغربية قد قالت إنه على إثر الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، وليام روتو، قررت جمهورية كينيا العدول عن اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي.

وكانت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية “لاماب”، قد أوردت نقلا عن بلاغ مشترك نشرته الرئاسة الكينيية، بأن قرار سحب اعتراف كينيا بالجمهورية الوهمية جاء عقب تسليم رسالة من الملك محمد السادس إلى الرئيس الكيني، اليوم الأربعاء.

وأوضح البيان المشترك، وفق “لاماب”، أنه “احتراما لمبدأ الوحدة الترابية وعدم التدخل، تقدم كينيا دعمها التام لمخطط الحكم الذاتي الجاد وذي المصداقية الذي اقترحته المملكة المغربية، باعتباره حلا وحيدا يقوم على الوحدة الترابية للمغرب”.

وفي رسالته، هنأ الملك محمد السادس، وليام ساموي روتو، على انتخابه كخامس رئيس لجمهورية كينيا، مشيدا بـ”الاستكمال الناجح للانتخابات الديمقراطية في البلاد في غشت 2022″، مؤكدا أن هذه الاستحقاقات “ترسخ مكانة كينيا كدولة رائدة في مجال الديمقراطية على صعيد القارة”.

ونوه الملك بتعهد الرئيس الكيني بتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية القائمة بين بلاده ومختلف دول إفريقيا وغيرها.

من جانبه، أعرب وليام روتو عن إرادته والتزامه بالعمل مع الملك من أجل توطيد العلاقات بين البلدين، مشيدا بريادة الملك محمد السادس من أجل النهوض بسياسات التسامح والتوافق على صعيد المنطقة المغاربية، وكذا مساهمته في تحقيق السلام والأمن العالميين.

وأشار البيان إلى أن البلدين التزما بالارتقاء بعلاقاتهما الدبلوماسية الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية في الأشهر الستة المقبلة، مضيفا أن جمهورية كينيا تعهدت بفتح سفارتها بالرباط.

كما تم الاتفاق على التسريع الفوري للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية بين البلدين، ولا سيما في مجالات الصيد البحري والفلاحة والأمن الغذائي (استيراد الأسمدة).

ويتعلق الأمر أيضا بمجالات الصحة والسياحة والطاقات المتجددة والتعاون في المجال الأمني، فضلا عن التبادل الثقافي والديني وبين الأفراد.

وأمس الثلاثاء، جرى تنصيب وليام روتو رئيسا جديدا لكينيا، بحضور مجموعة من قادة وزعماء دول العالم، وذلك بعد انتخابات شهدت منافسة حادة في هذا البلد الواقع في شرق إفريقيا.

تعليقات الزوار