الامتحانات الجامعية
مجتمع

اجتاحت “فيسبوك” و”واتساب”.. تسريب امتحانات “التعاقد” بعد دقائق من انطلاقها

بعد دقائق من انطلاق مباراة التعاقد التي تجرى اليوم في مختلف جهات المملكة بالرغم من مقاطعة الإشراف عليها من طرف النقابات التعليمية والتنسيقيات، انتشرت تسريبات مواضيع هذه الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل الفوري.

وقد أثارت هذه التسريبات استياء نشطاء على المنصات التفاعلية، مشيرين إلى أن هذه الممارسات تضرب في الصميم مبدأ تكافؤ الفرص وتمس بمصداقية المباراة التي أريد لها أن تكون بوابة لإصلاح التعليم.

وقال نشطاء إن هذه التسريبات تؤكد حجم الغش المنتشر داخل القاعات بسبب الحراسة الضعيفة التي فرضتها ظروف المقاطعة وإصرار الوزارة على إبقاء المباراة في موعدها رغم النداءات العديدة بتأجيلها إلى يوم عمل.

أحد النشطاء يدعى “حسن ديال” قال في تدوينة مطولة على حسابه بالفيسبوك: “إن هذه التسريبات “جريمة تربوية وأخلاقية تمس بمصداقية الإمتحان و تضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين الذين يجتازون الامتحان، وقد تفرض على الوزارة إعادة الامتحان مرة ثانية”.

وأضاف “أتمنى أن يسقط المساهمون في تسريب أسئلة هطا الامتحان بيد القضاء، بعد الحقيق في الوثائق المسربة”، معتبرا هذا التسريب “المقصود” فرصة للوزير شكيب بنموسى كي يشتغل على تطهير وزارته من الفساد الذي الفه بعض الذين يحتلون مناصب المسؤولية منذ قرابة 20 عام، وفق تعبيره.

وقال مدونون إن هذه المباراة تمر في أجواء غير طبيعية بالنظر إلى الظروف التي سبقتها وإلى حجم مقاطعتها من طرف رجال ونساء التعليم وتكليف آخرين لا علاقة لهم بالميدان ولا تجربة لهم في مثل هذه المحطات، وفق تعابيرهم.

وفي نفس السياق، انتشرت صورة مأخوذة من مجموعة بتطبيق “الواتساب” خاصة بتسريبات امتحان التعاقد، لم تتمكن جريدة العمق من التأكد من صحتها، يقول فيها صاحب المجموعة إنه يعرض خدمات لتقديم الأجوبة عن أسئلة الامتحان للراغبين في ذلك مقابل 150 درهم.

وأشار صاحب المجموعة التي تم تداولها على نطاق واسع إلى أن الذين سيتكلفون بالأجوبة هم أساتذة متقاعدون بتجربة تفوق 31 سنة من العمل. كما أن أساتذة مكلفون بالحراسة هم سيزوده بصور الامتحانات.

ووفق معلومات سابقة، حصلت عليها جريدة العمق، فقد لجأت بعض الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ومديرياتها الإقليمية إلى تعويض رجال ونساء التعليم الرافضين للعمل يوم الأحد للإشراف على هذه الامتحانات، إذ لجأت إلى تكليف الأطر الإدارية وأعوان الحراسة والنظافة، وطلبة الجامعات.

ووفق المعطيات ذاتها، فإن بعض المديريات أعطت تعليمات للاكتفاء بتكليف شخص واحد بالحراسة بدل 3 الذين أكدت عليهم وثيقة صادرة عن مركز التقويم والامتحانات.

وتشير الوثيقة ذاتها إلى أنه يتم تحديد عدد المكلفين بالحراسة على أساس 3 مكلفين على الأقل بكل قاعة تضم 20 مترشحا على الأكثر، مع تحديد لائحة احتياطية في حدود 20 في المائة من مجموع أعضاء لجن الحراسة.

وحول إصرار الوزارة على اجتياز هذا الامتحان في موعده، قال الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم Fne، عبدالله غميمط، إن هذا القرار يدل على غياب الإرادة الحقيقية لدى القائمين على القطاع لإصلاح الشأن التربوي.

وقال إن الوزارة استغلت هشاشة بعض الفئات لفرض رأيها وتنفيذ قرارها، وقامت باستدعاء رجال ونساء النظافة وحراس الأمن، و الطلبة وموظفين بالأكاديميات والمديريات للإشراف على هذه المباراة.

وأوضح غميمط في تصريح لجريدة العمق أن مباراة بهذا الحجم تحتاج إلى إجراءات تعطي المصداقية لنتائجها، وتحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين.

وأشار المتحدث ضمن تصريحه إلى أن هذه المباراة عرفت اختلالات حتى قبل انطلاقها، وأن جامعته بصدد جمع المعطيات حولها، مؤكدا على أن شعار النهوض بالقطاع الذي يرفعه مسؤولو الوزارة قد سقط مع هذا الامتحان البسيط، وفق تعبيره.

ولفت إلى أن السكوت عن تشغيل رجال ونساء التعليم في يوم تنص القوانين على كونه يوم عطلة رسمي، يمكن أن يشجع الوزارة على التطاول على عطل الموظفين، موضحا أن محاولة ربط مقاطعة الإشراف على هذا الامتحان بمباراة في كرة القدم لن تنطلي على أحد لأن الرفض جاء بسبب برمجته في يوم عطلة، وفق تعبيره.

وزاد أنه لا يمكن أن نفرض على شخص اشتغل أسبوعا كاملا داخل القسم العمل يوم الأحد الذي يخصص غالبا للراحة وقضاء أغراضه الشخصية.

ويجتاز آلاف المرشحين مباريات “التعاقد” في مختلف مدن المملكة، اليوم الأحد، في التعليم الابتدائي والثانوي بسلكية.

 

 

 

تعليقات الزوار