سياسة

ميارة: التنسيقيات ذات أفق ضيق وتتكلم دون سند قانوني

قال رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، إن التنسيقيات التي تناسلت خلال السنوات الأخيرة شكلت إحدى الهزات التي تعرض لها التنظيم النقابي بالمغرب، مضيفا أنها ذات أفق ضيق، وتتكلم فقط دون سند قانوني شرعي عن مواقف لفئات معينة.

وأوضح ميارة خلال تأطيره لمحاضرة افتتاحية من تنظيم ماستر تدبير نزاعات الشغل بكلية الحقوق، بطنجة حول موضوع‘‘ الحركة النقابية بالمغرب‘‘، أمس السبت، أن هناك عومل جديدة تعيد طرح هويات التنظيم النقابي بالمغرب.

وقال ميارة في تصريح لجريدة‘‘ العمق‘‘ إن المحاضرة شكلت مناسبة للنقاش مع طلبة ماستر تدبير نزاعات الشغل، حول تطور الحركة النقابية، ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودورها في الانفتاح الديمقراطي في المغرب، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

واستحضر خلال كلمته بالندوة القانون المنتظر الخاص بالنقابات، وتساءل عما إذا كان إطار الجمعيات يبقى صالح للتنظيم النقابي باعتباره ذا طبيعة خاصة هي المقابل الطبيعي للأحزاب السياسية.

كما تساءل أيضا عن جدوى حضور النقابات في المؤسسات التمثيلية أو الاستشارية، مفترضا أن يكون الحضور نقلا للعمل النقابي من مجال الاحتجاج إلى واجهة العمل المؤسسي، وما يقتضي ذلك من مطالبة النقابات بتصريف مواقفها وخطابتها عبر قوتها الاقتراحية والترافعية.

وتحدث ميارة عن علاقة العمل النقابي ومدى استفادته، من التدبير المؤسساتي للنقابات، وعن معنى النقابة الأكثر تمثيلية، وعن المطلوب من النقابات اليوم. مضيفا أن هاته الأسئلة تحاسب التنظيم النقابي وتسائل هويته الموروثة.

كما استحضر أيضا خلال كلمته ظاهرة العزوف على العمل النقابي، وما إن كانت حلقة في مسلسل العزوف الجماعي الذي مس مختلف أشكال العمل الجماعي في المغرب، أم أن الأمر يتعلق بخلل في الإطار نفسه وفي نخبه، ومواقفه، وفي قدرته على التجديد والتكيف، وفي طريقة العمل التي لم تتغير بالشكل الكافي.

وتساءل رئيس مجلس المستشارين عن مدى حجم تأثير النقابات في وسط العمال والفلاحين والأجراء والموظفين، وأجراء القطاعات غير المهيكلة والنمط الجديد للشغل.

وأشار ميارة إلى أن الأزمات المالية والاقتصادية التي عصفت بالعالم، والتي لا زالت دورتها لم تنته، أخرجت إلى شوارع العالم ما أسماهم ضحايا البطالة الجدد، وضحايا تعويم العملات الوطنية، وضحايا التضخم، مضيفا أن هؤلاء لا مؤطر لهم، مع جيوش المحتجين التي تملأ شوارع العواصم الكبرى لمجموعة من الدول دون أي تنظيم. وغير مسلحة بأي مطالب، ولا تملك سوى حضورها وضغطها على الحكومات’‘.

وأوضح أن العمل النقابي بعد أزمة كورونا لم يعد فقط مسؤولا عن منتسبيه، بل كذلك عن العمل وأرباب العمل، وأن الأزمة قد فتحت عنوان الدفاع عن الشغل والفرص المتاحة للشغل، وعن الكائن والمتاح.

وأضاف أنه يُنتظر من الباحث الجامعي إنارة الطريق للفاعل النقابي، مشيرا إلى أن الجامعة المغربية لا تهتم بالنقابات لا من الزاوية التنظيمية ولا من الزاوية السوسيولوجيا.

تعليقات الزوار