اعتبر رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، أن الأسرة مطالبة “دَوْرِها المركزي في التَّنْشِئَةِ والتربيةِ على روحِ “تمغربيت” وَجَوْهَرُهَا الانضباطُ والوفاءُ والاحترامُ والاجتهادُ، وربطُ الحَقِّ بالواجبِ”.
ودعا الطالبي، في كلمة له على هامش فعاليات المنتدى البرلماني الدولي السابع للعدالة الاجتماعية تحت شعار “الرأسمال البشري: رافعة أساسية للعدالة الاجتماعية”، إلى “التعلق بالقيم المغربية المشتركة من دَّعَامَاتِ ماديةِ التي بدونِها لن تُكتَبَ له، لَا الاستِدَامَةُ ولا الرُّسُوخُ، مضيفا أن كفالةَ الحقوقِ والقيمِ المنصوصِ عليها في دستورِ المملكة، وهي جِدُّ متقدمة، تَظَلُّ ورشًا مفتوحًا للتجويدِ والتوسيعِ والترسيخ والتسريع”.
وأكد رئيس مجلس النواب على ضرورة أن يكونَ للإنفاقِ العمومِي على قطاعِ التربية والتكوين، الأثرُ الملموس المتوخَى على تحسُّنِ المؤشراتِ المتعلقةِ بالقطاع، مشيرا إلى أنه إذا رَبِحْنَا هذا الرهانَ باستعادةِ الدورِ المركزي للمدرسة والجامعة في المجتمع، وفي بَنْيَنَة القيم، فَسَنَجْنِي بالتأكيد، نتائجَ إيجابيةً في مجموعِ القطاعات”.
كما شدد المتحدث ذاته على ضرورة “تعزيزُ التَّعَلُّقِ بِقِيَمِنَا المغربية المشتركة، المُتَأَصِّلَةِ، والمفتُوحةِ على العالمِ وثقافاتِه، وهو ما يُشَكِّلُ الأرضيةَ الأساس، والركيزةَ المتينة لوحدتنا واِلْتِفَافِنا حول ثَوَابتِنَا الوطنية ومؤسساتِنَا”.
“من الضروري، يضيف الطالبي العلمي، التمكينِ للنساء وكفالةُ حُقُوقِهِنَّ انطلاقًا من رهانِ المساواةِ والإنصافِ والاستقلالية، وإدماجهن في الديناميات الاقتصادية والاجتماعية، وتَيْسِيرُ مشاركتهن في المسؤولياتِ العمومية، التَّمْثِيليةِ والتنفيذية ؛ فلا معنى لاستمرارِ تعطيلِ جزءٍ أساسيٍ من المجتمع”.
وأبرز رئيس مجلس النواب أن الاستثمارَ في الإنسانِ هو استثمارٌ في المستقبل، مشيرا إلى أن “الاستثمارَ في الشبابِ هوَ من المسؤولياتِ العموميةِ التي علينَا في جميعِ المؤسساتِ والسُّلَطِ اسْتِحْضَارَهُ وجَعْلَه إلْتقائيًا في السياساتِ العمومية، وفي التخطيط لها، وفي تنفيذِها وفي الاستفادةِ منها، وذلك من أجل إشاعةِ الأمل في المستقبل، ودَرْءِ الإِحباط، وجعلِ الشباب مبادرًا إلى المقاولة والانتاج”.
كما أكد على “عدم إهمالَ النساء والرجال الذين ساهموا في بناء مغرب اليوم، أي العجائز والشيوخ والكهول الذين يَنْبَغِي حِفْظُ كرامتِهِمْ ورعايتهم، معتبرا أن الأمرُ يتعلقُ بِوَاجِبٍ دينيٍ ومجتمعيٍ وأخلاقي، مذكرا بأن الرعايةَ الأسريةَ للآباءِ والأمهاتِ تظلُّ من شِيَمِ المغاربة التي لا ينبغي التفريطُ فيها”.
وشدد العلمي على “الحرصُ على التضامنِ المجالِي، وعلى العدالةِ المجالية؛ فالتقدمُ الذي يُحَقِّقُهُ المغربُ ينبغِي أن يكونَ، على حد قوله، عَائِدُه الاجتماعي والمجالي شَامِلًا لِمَجْموعِ جهاتِ المملكة تعزيزا للتماسك الاجتماعي والترابي في إطار نَسَقٍ يُحِسُّ الجميع فيه بأنه جزءٌ منه، واجباتٍ وحقوقًا”.
وأضاف: “صيانةَ النموذج المغربي، وتَطْوِيرَه، رهينٌ بمَدَى تَمَلُّكِه من طرفِ الجميع، وبِمَدَى شعورِ المغاربة بأنه يُمَثِّلُهُمْ ويُفِيدُهُم ويستجيبُ لطموحاتِهم وتطلعاتِهم. ومِنْ هُنَا أهميةُ الاستثمارِ في المواردِ البشرية”، مستحضرا “ما حققه الفريقُ الوطني المغربي لكرة القدم في كأسِ العالم في قطر ؛ حيث أبْهَرَ المغاربة، لاَعِبِينَ وجمهورًا، العالمَ بأداءٍ قَلَّ نظيرُه”، ومشيرا إلى أن “مغاربة الخارج يثبتون على أن أرضَ المغربِ وَلَّادَةٌ للكفاءاتِ والمهاراتِ العالية”.
وختم الطالبي العلمي كلمته بالقول: “هذه بعض نجاحاتِ الرأسمال البشري المغربي، الذي لا يَسْتَغْرِبُ لها إلَّا من تُثِيرُ حُنْقَه، ومن يَسْتَكْثِرُ علينَا حَقَّنَا غيرَ القَابِلِ للتصرفِ في التقدمِ والدَّمَقْرَطة والتَّمَوْقُعِ الدولي متناسيًا أننا الأمةُ التي واجهت عبر التاريخ أَعْتَى الامبراطورياتِ لِيَبْقَى المغرب دولةً عريقةً بخصوصياتِها المُتَفَرِّدَة”.
تعليقات الزوار
قسما بالله حتى ربونا وليدينا و ربينا ولادنا على تمغربيت الحقة حتى جاو شي شلاهبية فحالك و ضربو كلشي في زيرو مازال عندك لوجه تهضر على التربية و لعفوووووووو
هذا الإنحلال الخلقي بما كسبت أيدي الأحزاب والنخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحكومات المتعاقبة التي استشرى فيها الفساد ثم الفساد.....