أضافت السوبرانو المغربية سميرة قادري بعملها الجديد “حين أهوى” عملا غنائيا متكاملا وراقيا للخزانة الغنائية العربية عامة والمغربية خاصة. العمل من كلمات الشاعر اللبناني محمد موسى حمود، والتأليف الموسيقي الأوركسترالي لمصطفى مطر.
تتكئ الفنانة سميرة قادري في أغنيتها الجديدة “حين أهوى” على إيمانها بقدسية المشاعر وفي قدرة الحب على جعل لحظات الحياة لا تشيخ، وتلاعبه بأحوال العاشق من شخص ناضج لطفل ضعيف حين يهوى ويعشق.
ضعيفة أنا حين أهوى
فيا عزتي لا تميلي
تراني بين يديه أقوى
والصمت في عيني دليلي
تسرقني تحييني تقتلني
خذني أنا حين تشاء
واطلقني في الهواء
هذا الإيمان بالحب لا يتوقف عند الفنانة سميرة قادري في موضوع العواطف الدافئة وفصول الحب المباغتة لقلوبنا، إنما عملها هذا يأتي حسب تصريحها لنا كاستمرارية لمشروع متكامل بدأ منذ التسعينيات، تبتغي منه رفع التحدي في الغناء باللغة العربية التي وصفتها بأنها “تشبهنا وتعكس شخصيتنا في مختلف المناحي”.
وفي جوابها عن سؤالنا الموالي (السوبرانو سميرة قادري، ترفعين تحدي الاستمرار في الغناء باللغة العربية على الرغم من أن متذوقي هذا النمط الغنائي هم في الغالب من النخبة. ما الذي تريدين التأكيد عليه من خلال اختيارك هذا؟)، اعتبرت “قادري” أن الاستمرار في الغناء باللغة العربية مرحلة نضج وإصرار على اختيار طريق شاق من أهدافه الرئيسية التشجيع على التصالح مع اللغة العربية.
“ركبت صهو المغامرة في أن أقدم إبداعا مختلفا وأؤمن بأن اللقاء للأصلح”.
تعليقا منها على موضوع الغناء باللغة العربية الفصحى واقتصار هذا النمط الغنائي على جمهور النخبة، ترى “قادري” أن دورها هو المساهمة في نشر التذوق الجمالي وتربية الأذن الشبابية على استطعام عذوبة اللغة العربية وجمال معانيها الآخاذ، مستشهدة بأن جمهور أغنيتها السابقة “أسميتها قمري” يبدأ من عمر 18 سنة فما فوق.
تجمع بين “قادري” واللغة العربية علاقة خاصة إذ أردفت قائلة “أصاب بنوبة عشق أمام القصائد الغنائية العربية والتي ما أحوجنا إليها.”
يغلب على هذا العمل الغنائي الجديد للفنانة تيمة العشق، وهي عموما التيمة الغالبة على ألبوم “حين أهوى”، إلا أن “قادري” تعود لتؤكد أن موضوع العشق حاضر دوما في ما قدمته سابقا لكن ضمن مزيج.
“حين أهوى” عمل غنائي عربي أوركسترالي في قالب التانغو المرح. تم تصويره بجنوب اسبانيا بشكل باعث على الرغبة في التماهي مع لحظة الحب المفاجئة وجمال أماكن التصوير. وكعادتها تحرص السوبرانو سميرة قادري على تقديم أعمال لها هوية وطابع موسيقي عربي.
فحوار الآلات الشرقية مع أخرى غربية لم يشوش على موقف الفنانة ورؤيتها الخاصة في إخراج أعمالها، إذ يبدو واضحا انتصارها وحرصها على تقديم أعمال غنائية باللغة العربية الفصحى دون السقوط في التغريب.
لا يختزل مشوار السوبرانو “سميرة قادري” الفني في أغنية أو أغنيتين، فقد غنت ما يزيد عن تسعين عمل عبارة عن أشعار للحلاج وابن عربي وغيرهم. كما أنها تعد أول من غنى الشعر العربي في قالب الليد. إضافة للغناء الأوبرالي والمسرحيات الغنائية، وكذا الاشتغال على التراث إلى جانب غنائها لمجموعة من الأعمال العالمية، كأعمال الموسيقار الاسباني Manuel de falla.
باختصار شديد، نستطيع القول إن عمل “حين أهوى” للسوبرانو سميرة قادري، هو عمل حققت من خلاله أكثر من غاية جمالية وفنية، لكنها أيضا تعمدت عبره التعبير العلني عن منتهى عشقها للغة قالت عن نفسها ذات مرة: “أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي”.