قال رئيس هيئة خبراء الأمن الغذائي في الأمم المتحدة، برنارد ليمان، إن أكثر من 800 مليون إنسان في العالم يعانون من الجوع. ولكي يمكن تأمين الغذاء للجميع في المستقبل، فإن الأمر يحتاج إلى تغيير شامل لكامل النهج.
وكشف المسؤول ذاته في حوار مع هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية أن الشيء الأكثر إثارة للقلق عندما تنظر اليوم إلى حالة الغذاء في العالم هو مشكلة أزمة المناخ المستمرة، والتي ينتج عنها دائمًا فترات جفاف كارثية متصاعدة نفقد بسببها الكثير من المحاصيل والأراضي الصالحة للزراعة في أفريقيا وآسيا، مما يؤدي إلى قلة المواد الغذائية محليًّا.
وقال إن الكثير من الأطفال يعانون من نقص وسوء التغذية، ذلك أمرٌ مأساوي، مشيرا إلى أن البلدان المتضررة بشكلٍ كبير هي تلك التي تعاني من عواقب جائحة كوفيد وتشهد نموًّا سكانيًّا كبيرًا.
وأضاف ليمان أن الحرب الروسية الأوكرانية أجّجت أزمة الغذاء في كل العالم، فالقمح وزيت المائدة أصبحا شحيحين والأسعار ارتفعت كثيرًا في السوق العالمية، وهو ما يحرم المزيد من الناس من إمكانية الحصول على الغذاء.
وأوضح أن الحرب الحالية هي السبب الرئيسي لأزمة الغذاء الحالية، مؤكدا على ان الأمر لا يتعلق إنها بنقص الوفرة، فالطعام موجود، لكن المشكلة هي أن الناس ليس لديهم ما يشترون به المواد الغذائية، وفق تعبيره.
وقال إن غالبية المتضررين ينقصهم المال أو الأرض أو الماشية أو الغابة، لكي يحصلوا على غذاءٍ كافٍ ومناسب، مشيرا في الوقت نفسه انه لتغيير هذا الوضع لابد من توفير تأمين اجتماعي واسعٌ جدًّا في البلدان المتضررة.
ولفت إلى أن خبيرات وخبراء الأمم المتحدة طالبوا منذ وقتٍ طويل بصندوق عالمي للتأمين الاجتماعي. على المدى القصير، وكما هو معمول به من قِبل برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة (WEF)، فإن وصولات الدفع وتحويل الأموال نقدًا يساعدان في ذلك، كذلك القروض الصغيرة، عندما لا يكون التضخم في حينه مسيطرًا. أما على المدى الطويل فإن الأمر يحتاج إلى إمكانيات تعليم أفضل للأجيال الشابة، على حد ما ذكر في الحوار الذي نشرته هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.
وشدد على ضرورة فتح آفاق للأجيال التي نحتاجها للتغيير خاصة في جنوب الكرة الأرضية، من قبيل تكافؤ الفرص في التعليم وإمكانية إنشاء عمل تجاري خاص. مشيرا إلى أن إضفاء الطابع الاحترافي على القطاعات غير الرسمية، أسلوبٌ جيدٌ أيضًا. كما ان المشاريع الصغيرة تستطيع أن تفعل العجائب في سبيل الأمن الغذائي، وفق تعبيره.
وذكر ليمان أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يمكنها دعم برنامج الغذاء العالمي ماليًّا، والذي يحتاج بشكلٍ ملح إلى مساهمات.
وعلى المدى الطويل، يضيف المتحدث، فإنه من المهم أن نبدأ بإصلاح نظام التجارة العالمية التي هي أحد الأسباب الرئيسية للمجاعة في العالم. كما أن بلدان جنوب الكرة الأرضية يجب أن تعود إلى إنتاج المزيد لأسواقها الخاصة، بدلًا من التصدير، كما يجب أن يتوقف الشمال عن إغراق أسواق دول الجنوب بالبضائع الرخيصة التي تدمر الإنتاج المحلي.