منتدى العمق

همسة في أذن بن عزوز

هي عادة المنهزم المفتقر إلى الروح الرياضية وإلى الشجاعة التي تمكنه من تقبل الهزيمة، هي عادة المنهزم الذي ينفق المال الوفير ويطمح في الشيء الكثير ويعلق أمله على أوهام سقطت أمامه فلم يقوى على الاستيقاظ من وهلة الصدمة فصار كالذي أصابه مس شيطاني يتقلب يمنة وشمالا ويضيق صدره وينطلق لسانه بالتفاهة، هي عادة المنهزم الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب لا يرضى بالهزيمة وبدل أن يراجع ذاته يسعى لنيل من خصمه بأي شيء فيفقد أعصابه ويفقد معهم عقله فينطلق بالترهة.

أعلم يا سيدي أن الأمر صعب عليك أنت وحاشيتك، أعلم بأنكم كنتم تنتظرون أن تتسلموا السلطة لتفعلوا أفاعيلكم القذرة، أعلم أن ضنكم خاب وأن حجم الأموال التي أنفقتم والمجهدات التي بدلها جهاز البؤس لم تفلح في تحقيق أوهامكم.

أعلم يا سيدي أن هذا ما جعلك تبلغ من السعار مبلغه فتقول بأن حركة التوحيد والإصلاح خطر على الديمقراطية وأنها تنتمي إلى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لكن يا سيدي أسطوانتكم قد نال منها الزمن وتشكيكم القديم المتواصل في الحركة الإسلامية ومسألة الديمقراطية قد بين حقيقته الزمن، لقد أظهرت السنوات بأن حركة التوحيد والإصلاح مدرسة في الديمقراطية وليست فقط ممارسة لها، حركة التوحيد والإصلاح يا سيدي ديمقراطية أكثر منكم ففي الوقت الذي اخترتم أنتم فيه رئيس عصابتكم بالهتاف باسمه والتصفيق، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه اختياره بضع دقائق فإن مدرسة حركة التوحيد والإصلاح تعرف مسطرة طويلة تسهر على تنزيلها ابتداء من المؤتمرات الانتدابية وصولا إلى المؤتمر الوطني والنقاش الذي يكون داخله إضافة إلا أن عملية الانتخاب تكون بالتصويت والمداولة التي تفرز الرئيس ثم نعود إلى المؤتمر لاختيار نائبه وباقي أعضاء المكتب التنفيدي فلا تعين عندنا فكل ما عندنا هو اختيار عن طريق القواعد ووفق الشورى الملزمة التي هي الديمقراطية، نحن يا سيدي لسنا مثلكم نتغنى بالديمقراطية ونصيح لها ولا نلتزم بها، نحن يا سيدي لا نتخذ الديمقراطية شعار زائفا وإنما هي مبدأ من مبادئنا وقناعة راسخة عندنا.

قلت يا سيدي بأن حركة التوحيد والإصلاح لها ارتباط بجماعة الإخوان المسلمين وقلت أيضا بأنك قرأت للإخوان ولا عجب في أن تكون عصابتكم كلها متخصصة في فكر الإخوان فحتى زعيمكم يحضر الدكتورة في فكر الإخوان المسلمين، لكن يا سيدي لو كنت بالفعل بحث بموضوعية وأقدمت على مقارنة أدبيات الإخوان في مصر وأدبيات حركة التوحيد والإصلاح لوجدت فرق كبير بينهما ولوجدت اختلاف شاسع بينهما، اختلاف من حيث النشأة ومن حيث التصورات فلا داعي يا سيدي لتلفيق والكذب والبهتان وعلم أنك لو كذبة بقدر ما تتنفس فلن تجد من يصدقك سوى من يحيط بك ويفكر بلا موضوعية مثلك.

سيدي إني أنصحك بدل من الاستغراق في التفاهة عليك بمراجعة ذاتك ولتتذكر بأنكم عصابة لقيطة أخرجت إلى الوجود بشكل قيصري وغير طبيعي بينما حركة التوحيد والإصلاح فهي من رحم الشعب وتشتغل بين أحضان الشعب وفق القوانين وإذا كان لديكم من دليل على عكس هذا فبيننا وبينكم القضاء ارفعوا الدعوى وليتم حل هذه الحركة إذا كانت بالفعل تشكل خطر على الوطن وإلى يا سيدي ابتلع لسانك قليل وتكون بذلك مشكورا.