مجتمع

زلزال الحوز.. طبيب نفسي يشرح طرق التعامل مع الأطفال وينبه لأعراض سلوكية لدى الضحايا

نبه الطبيب النفسي، محمد السعيد الكَرعاني، إلى أعراض نفسية وسلوكية قد تظهر عند ضحايا زلزال الحوز، تحتاج تدخلات طبية في بعض الحالات من أجل العلاج وتجاوز الأزمة. موصيا في هذا الإطار عموم المواطنين بعدم الإفراط في استهلاك المعلومات، خاصة أمام الأطفال.

وقال الدكتور الكَرعاني، في تصريح لجريدة “العمق”، إن فاجعة زلزال “إغيل” بالحوز، تتطلب عموما المحافظة على الهدوء على قدر الإمكان، لأن عدد من الحوادث تقع بسبب الارتباك والفزع.

وأوضح الكَرعاني أنه على قدر ما يستطيع الإنسان التعامل بهدوء، واحترام التعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، يكون ذلك أفضل. مردفا أن شعورنا بالخوف هو شعور إنساني طبيعي في مثل هذه المواقف.

وأضاف الطبيب، أن خاصية التضامن والتعاطف بين الفئات المجتمعية، مع الضعيف والمحتاج والمعزولين الذين يعيشون لوحدهم في مثل هذه الظروف، هي جزء من الدعم النفسي الواجب في مثل هذه المواقف، والتي تحقق نتائج جيدة على المستوى النفسي، معتبرا أنها ليست جزء ثانويا، بل هي في صميم الوقاية النفسية”.

احتياج الأطفال لعناية خاصة

ولفت المتحدث في حديثه لـ”العمق” إلى أن فئة الأطفال، في حاجة إلى الشعور بالأمان أكثر في مثل هذه المواقف، وأنه على قدر ما يكون الكبار المحيطين بهم جديرين بالثقة، ومصدر أمان، ولا يبالغون في استهلاك المعلومات المرتبطة بالزلزال، والأخبار المتناقلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهم يبعثون الأمان في نفوس الأطفال.

وذهب الكَرعاني إلى القول أن الإفراط في استهلاك هذه المعلومات أمام الأطفال، يفقدهم الشعور بالأمان، ويعيطيهم إحساسا بأن الخطر حالة دائمة ومتواصلة ومستمرة، في الوقت الذي هم في حاجة إلى العاطفة والمحبة والاحتضان والدعم، والإجابة على الأسئلة التي يطرحونها الأطفال، بترحيب وتبسيط، دون الدخول في تفاصيل كثيرة تزيد من الشعور بالخوف.

داعيا في هذا الإطار إلى الاقتصار على المعلومات البسيطة التي تحقق لهم الشعور بالأمان، وتحقق إدراك أن يقع زلزال في كوكب الأرض.

أعراض الزلزال النفسية

أما بخصوص الأعراض النفسية التي تظهر بعد هذه الأحداث، كشف الطبيب النفسي، محمد السعيد الكَرعاني، أن هناك أعراض مرتبطة بالقلق والخوف، وهي عبارة عن أعراض جسدية ونفسية وسلوكية.

وأوضح أن معظم الحالات تعالج في غضون أيام أو أسابيع قليلة، وأن الاستشارة الطبية تكون مفيدة إذا شعر الشخص بالحاجة إلى ذلك.

وتابع القول أن هناك نسبة قليلة من الناس تظهر فيهم اضطرابات مزمنة، تدوم لأسابيع وشهور أحيانا، وفي هذه الحالة، نكون بصدد تشخيصي نفسي، يسمى اضطراب ما بعد الصدمة، ويحتاج إلى تدخل طبي نفسي تخصصي، ومتابعة قد تطول أو تقصر حسب كل حالة.

وشدد على ضرورة أخذ هذه الأعراض بعين الاعتبار والجدية اللازمة، والتمييز بين الحالات الخفيفة التي ستمرُّ عليهم هذه الأعراض بشكل تلقائي، والحالات المتوسطة التي تحتاج تدخلا طبيا يعالج الأعراض لأيام وأسابيع، والحالات الثالثة، القليلة العدد، هي الأكثر معاناة، والتي سيحصل عندها اضطراب ما بعد الصدمة.