يا سيدتي أنا بدوي في كل شيء حتى في الحب. لا تستدري مني كلاما في الحب فما قلته يوما، وما أحفظه من شعر قيس وجميل ليس لك إنه لليلى وبثينة. لم يكن عندنا تلفاز في صغري لأحفظ شيئا من غزل المصريين، وعندما اشتراه والدي بشق الأنفس ضدا في الجار الذي يرفع صوت الجهاز حتى يغيظنا، كنا نتابع فيه الأخبار فقط بكل اللغات دون أن يعنينا شيء منها فمن يعرف الرباط والبيضاء… ومع ذلك نحن مرغمون أن نتابع بتركيز هؤلاء المهمين الذين يظهرون في التلفاز بما في ذلك تلفازنا وهذا شرف عظيم لا ننكره. يا سيدتي أنا بدوي لا أعرف شيئا عن الورد، ولا ما تعنيه الألوان، ولذلك أخاف أن أهديك وردة حمراء فتسألين لم حمراء وليست صفراء أو بيضاء…؟ في عقيدتي كل الورود نباتات تسر الناظرين، ويمكن لبقرة جائعة أن تأكلها جميعا.. فلا تنتظري مني وردة فأنت تمرين عليه في الحدائق صباح مساء.
يا سيدتي أنا بدوي هكذا لا أجيد اختيار الملابس، ولا أحفظ الماركات المسجلة وغير المسجلة، كل ما يهمني أن أرتديَ لباسا يسترني ويقيني الحر والقر، وأنت تذكرينني في كل مرة أن ما أرتديه يخجلك أمام صديقاتك، فيقهقهن كثيرا في غيابي… ومع ذلك لم أقل لك إن إحدى صديقاتك قالت فيك كلاما سيئا، ونصحتني أن أقارن بينكما لأرى من الأجدر منكما بحبي.
يا سيدتي لا تطلبي مني أن أجلس في مقهى فاخر فذلك يربكني، لدرجة يصبح فيه تحريك السكر في كأس عصير أو قهوة دون أن يسمع الزبناء صوت زجاج على الأرض أمرا أشبه بالمستحيل، فاتركيني أشرب كاس شاي مر مرارة هذا الحب الذي ورطني فيك.
يا سيدتي أريد أن أقول لك إنني مجنون بك، ولكن صديقي قال لي: لا تقل حتى لاتشعرها بالغرور، فتجعلك خاتما في يدها وتلتهم دراهمك وأنت بدوي لا تعرف شيئا عن فنون النساء ومكرهن ولست خبيرا بدموع التماسيح .
يا سيدتي أسألُني هل تحبينني أم تحبين كلاما مستعارا أقوله، وقد قاله الملايين من قبلي، أم تحبين شكلا لم أكن من اختاره، أم ملابس لا أملك ثمنها أم تحبين فقط أن يكون لك حبيب يملأ عليك وحدتك…؟
يا سيدتي هكذا أحبك دون أن أحبك، حتى لا تتيقني إن كنت أحبك أو لا… ففي الحقيقة أخاف من حب على طريقتك، وأنت لا تحبين حبا على طريقتي.
تعليقات الزوار
👍👍👌👏