تصوير ومونتاج: أشرف دقاق
تعد “طازوطة” من البنايات التاريخية النادرة الشاهدة على فطنة العقل المغربي في العمران المقاوم للزلازل.
تتفرد منطقة دكالة بهذا البناء العريق دون غيرها من باقي المناطق المغربية. ويستعين الدكاليون منذ عقود خلت في الحفاظ على تراث “طازوطة” وبنائها بواسطة الحجر فقط دون أي مواد بناء إضافية.
تتميز “طازوطة” بشكل هندسي محدب أسطواني، قد يراه البعض غريب الشكل، وتبدو من بعيد كإناء مقعر مزخرف من الخارج على شكل قشور سمك بواسطة الحجر.
تصمم هذه البناية العريقة، على جدار مائل إلى الخارج تحسبا لاحتمال انهيارها مع الوقت، وحتى لو انهارت تنهار إلى الخارج دون أن تؤثر على من بداخلها في حالة تواجده، إنسان كان أم حيوان.
وتعود كلمة “طازوطة”، حسب مؤرخين إلى أصل الكلمة الأمازيغية وتعني بالعربية “إناء دائري الشكل”، وهو المعنى الذي يفسر شكل البناء الأسطواني، الذي ترجع جذوره إلى أيام غابرة.
يبلغ علوها وسمكها من 1 إلى 2 متر، لها فتحة تهوية في الأعلى يمكن إغلاقها بحجرة واحدة تحسبا للبرد أو في فصل الشتاء، ومن الخارج لها أدراج حجرية حتى يستطيع المرء الصعود إلى أعلى البناية.
اخترع الأجداد “طازوطة” بشكل هندسي يفسر ذكاءهم، لأن هذه البناية بحسب الباحث الأثري أبو القاسم الشبري، “تتميز بتوازن ودقة تبرر أن الأجداد كانوا علماء فعلا”.
استغل بعض الأشخاص كالسيدة لطيفة خالص بناية “طازوطة” كدار ضيافة بعد شرائها لأرض فلاحية كانت عليها هذه البناية التي يعود تاريخها بحسب أصحاب الأرض، إلى أزيد من 140 سنة.
وترى لطيفة أن تحول هذه البناية على الأرض التي اشترتها، للاستثمار وبناء قرية سياحية صغيرة تتميز ببناية “طازوطة” التي رممتها لطيفة وزينتها “بفراش تقليدي مصنوع على يد الدكاليين لاستقبال السياح وجعلهم على صلة بتاربخ العمران والتراث المغربي في منطقة دكالة”.
وقالت المتحدقة في ربورتاج جريدة “العمق”، أن بناية “طازوطة” تتعرض للإهمال والانهيار مع مرور الوقت، داعية “إلى إعادة الاعتبار إلى هذه البنايات التاريخية حفاظا على تاريخ وتراث منطقة الدكالة”.