منوعات

هل تستجيب الحكومة لمطلب عريضة مدنية تدعو لقطع العلاقات مع إسرائيل؟

كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بيتاس قبل أيام، عن استعداد الحكومة المغربية للتجاوب مع عريضة، مقدمة من قبل حقوقيين مغاربة، ومطالبة بإسقاط التطبيع مع إسرائيل جراء استمرار الحرب على قطاع غزة.

وأوضح الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة والمكلف بالعلاقات مع البرلمان، أن العريضة سيتم دراستها في إطار الدستور والقوانين التنظيمية، من أجل التعبير عن رأي الحكومة في الأمر.

تصريح يطرح مجموعة من التساؤلات حول إمكانية إسقاط التطبيع، والاستجابة بشكل فعال “لمطالب شعبية” تدعو إلى وقف العلاقات مع إسرائيل، وما مصير العلاقات المغربية الأمريكية في ظل الأوضاع الحالية؟

في هذا السياق أوضح خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، أن مسألة إسقاط أو تعليق التطبيع، يظل أمرا مستبعدا، كون العلاقات الثنائية بين الطرفين مؤطرة باتفاقية أبراهام، التي تضم كل من المغرب، وإسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، ما يؤكد صعوبة تراجع المغرب عن الاتفاقية، خاصة وأن الأمر سيؤثر حتما على مصداقيته الدبلوماسية.

وأشار المتحدث، إلى أن العريض المقدمة ليست الأولى من نوعها، بل سبق وأن رفض رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عريضة قدمت من قبل مجموعة من الحقوقيين، ما يجعل من تصريح بايتاس يدخل في إطار ما يسمى بـ التهدئة السياسية، خاصة وأن قرار إلغاء التطبيع لا يعود للحكومة وإنما في يد الملك، محمد السادس، كون المسألة متعلقة بالعلاقات الخارجية.

وفي حديثه عن العلاقات المغربية الأمريكية وتأثرها بالأحداث الجارية، خاصة بعد المظاهرات الحاشدة في المغرب ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالب شريحة عريضة من المغاربة بإلغاء التطبيع، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن العلاقات المغربية الأمريكية علاقات استراتيجية مؤطرة بعدة اتفاقيات، حيث توجد الشراكة الاستراتيجية الممتدة من 2020 إلى 2030، مع وجود تحالف استراتيجي بين البلدين، وبالتالي مسألة تأثر العلاقات الثنائية بما يقع في غزة يبقى أمرا مستبعدا.

وتابع: المغرب ليس طرفا أساسي في الصراع، وكون وجود مسيرات داعمة للشعب الفلسطيني وما تشهده القضية من زخم هو أمر طبيعي، خاصة وأن الدبلوماسية المغربية انتقدت هي الأخرى في وقت سابق السياسة المنتهجة من قبل إسرائيل.

وتوقع شقير في معرض تصريحه تطور العلاقات المغربية الأمريكية، خاصة وأن الأخيرة من المنتظر أن تتخذ خطوات قوية في إطار حل نزاع الصحراء المغربية، ما يجعل من الصعب على المغرب المغامرة بكل هذه المصالح الوطنية التي تحظى بالأولوية، من أجل إرضاء بعض الأطراف التي من حقها التنديد والتعبير عن رفضها لما يقع.

وفي ختام حديثه أكد خبير العلاقات الدولية، أن العلاقات المغربية الأمريكية تسير في اتجاه تصاعدي، بالنظر لمجموعة من المصالح المشتركة التي تجمع الطرفين.

جدير بالذكر أن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، توجهت منتصف الأسبوع الجاري إلى مقر رئاسة الحكومة بالرباط، بهدف تقديم تفاصيل العريضة الشعبية التي وقع عليها أزيد من 10 ألاف شخص، تطالب الجهات المسؤولة بإسقاط التطبيع مع إسرائيل.

تعليقات الزوار