مع حلول كل فصل صيف، تعود مواقف السيارات بتراب جماعة مرتيل إلى إثارة الجدل بخصوص طريقة تدبيرها والجهة المستفيدة من المداخيل، في ظل الضجة التي يثيرها الملف كل سنة داخل مجلس جماعة مرتيل.
والبداية هذا الصيف كانت مع موقف سيارات بالمركب السياحي “لاكاسيا” بمنطقة “كابو نيكرو”، حيث يقوم أشخاص بفرض تعريفات محددة لركن السيارات بالمنطقة، دون أي توصيل أو تعريف بالجهة المكلفة بتدبير الموقف.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه قاطنو المركب السياحي وزواره، أن تكون الأمور واضحة بخصوص تدبير مواقف السيارات، لم تقم الجهات المسؤولة بتوضيح ما إن كان الموقف المذكور مجانيا أم خاضعا لإدارة شركة معينة، في ظل عدم وجود أي لافتة توضح الأمر.
في هذا الصدد، عبر عدد من المستثمرين بالمنطقة، عن استيائهم من هذا الوضع، مشيرين إلى أن موقف السيارات بمركب “لاكاسيا” يثير تساؤلات حول من يستفيد من مداخيله، في ظل غياب أي رقابة أو تنظيم للعملية.
وأشار مستثمر بعين المكان في حديث مع الجريدة، إلى أن هذا الوضع يثير الشكوك حول دور المواقف العمومية وكيف يمكن أن تُستخدم لتغطية العجز الحاصل في ميزانية المركبات السكنية، بدلاً من أن تكون وسيلة لخدمة الزوار والسياح بشكل شفاف وعادل.
وبحسب المتحدث، فإن ما يثير الشكوك أكثر في هذا الملف، هو الشهادات التي تشير إلى أن المداخيل اليومية من مواقف السيارات يتم اقتسامها بين الحراس وجهات لا علاقة بها بالموقف، مما يضعف ثقة المستثمرين والسياح على حد سواء.
واعتبر المتحدث أن “هذه الممارسات غير الشفافة تتناقض مع الرؤية الملكية التي تدعو إلى إيجاد بيئة حاضنة ومشجعة للاستثمار والسياحة الداخلية، بعيداً عن الفساد والتلاعب”، مشددا على ضرورة الالتزام الجماعي بالشفافية والنزاهة وتطبيق القوانين بصرامة، قصد تحقيق التنمية المستدامة بالمناطق الشمالية للمغرب.
وفي الوقت الذي أوضح أنه لا يمكن إنكار دور السلطات في تنظيم الأمور ومد يد العون لكل الفعاليات، اعتبر المصدر ذاته أن “هناك من لا يرغب في تنظيم مواقف السيارات بالمنطقة، مما يخلق مثل هذه الممارسات الفوضوية التي تعرقل جهود السلطات وتؤثر سلباً على سمعة المركب”.
ويرى المتحدث أنه بدلاً من أن تكون مواقف السيارات عبئاً إضافياً على السياح والمستثمرين، يجب أن تكون جزءاً من الحل لتعزيز الثقة وتوفير خدمات عالية الجودة، معتبرا أن هذه القضية تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لوضع حد لهذه الممارسات وضمان أن تكون مداخيل مواقف السيارات بمركب “لاكاسيا” تحت رقابة محكمة.
يأتي ذلك في وقت يعيش فيه مركب “لاكاسيا” بمنطقة كابونيكرو السياحية بمرتيل، على وقع توتر واحتقان عقب تبرؤ نائبة رئيس اتحاد ملاك المركب “السانديك” من ممارسات رئيسها تجاه المستثمرين بالمنطقة، محذرة من أن تلك التصرفات تستهدف التشويش على المستثمرين في هذا المركز السياحي البارز.
وكشفت نائبة رئيس “السانديك “أن العديد من السكان والمستثمرين بالمنطقة يشتكون من ممارسات الرئيس، مشيرة إلى أنه “يستغل صفته في مسائل بعيدة عن مهامه الجوهرية، مما يعرقل جهود النهوض بالمنطقة ويؤثر سلباً على صورة المركز”.
وبحسب مصادر محلية، فإن العديد من المشاريع السياحية في المنطقة تواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل استمرار مضايقات يتعرض لها مشروع بارز من طرف رئيس “السانديك” رغم تدخل الأمن ووصول الملف إلى القضاء.
وجاء تصريح النائبة المذكورة عقب تعميم رئيس السانديك لبلاغ، قبل أيام، هاجم فيه مشروعا سياحيا بالمركب، اتهمه باحتلال الملك العمومي، في حين كشف صاحب المشروع أنه تعرض لـ”سرقة معداته” من طرف مستخدمين تابعين لرئيس السانديك، قبل أن تتمكن مصالح الأمن من توقيف المتورطين ومتابعتهم قضائيا، وفق صاحب المشروع.
وستعود الجريدة إلى تناول الموضوع لاحقا في انتظار توصلها بمعطيات جديدة في الموضوع.