مجتمع

رصد 18 مليار درهم لترحيل 62 ألف أسرة تقطن بدور الصفيح بالبيضاء قبيل 2030

تُراهن مدينة الدار البيضاء على القضاء على مظاهر “الكاريانات” وانتشار دور الصفيح التي تعرفها أحياء المدينة، وذلك قبل حلول عام 2030، تزامناً مع احتضان المغرب لفعاليات كأس العالم.

ومن أجل تحقيق هذا المُبتغى، تم تخصيص ميزانية ضخمة قدرها 18.646 مليار درهم لإعادة إيواء 62 ألف أسرة من قاطني هذه الدور، وذلك من خلال برنامج مُكثّف يتضمن ترحيلهم إلى شقق سكنية بدلاً من منحهم بقع أرضية كما كان معمولاً به سابقاً.

ويأتي هذا القرار بعد عقود من إطلاق برنامج “مدن بدون صفيح” على مستوى المملكة سنة 2004، إلا أن ظاهرة دور الصفيح ظلت قائمة في الدار البيضاء، بما في ذلك وسط بعض الأحياء الراقية، مثل كاريان المسعودي في أنفا، وكاريانات الكوميرا وفاطنة والحاج عبد السلام والوزازنة والمهيدي، ودوار الزفت في الحي الحسني، وكاريان الرحامنة في سيدي مومن، ودوار أولاد أحمد في النواصر، إلى جانب العديد من الكاريانات الأخرى في مديونة والنواصر والمحمدية.

وصادق مجلس جهة الدار البيضاء سطات مؤخرًا على مشروع اتفاقية شراكة تهدف إلى القضاء على دور الصفيح في عمالة الدار البيضاء وأقاليم النواصر ومديونة وعمالة المحمدية، حيث تنص الاتفاقية على ترحيل قاطني “الكاريانات” إلى شقق سكنية، توفيرًا لظروف حياة كريمة لهم، وتسريعًا لوتيرة إعادة الإيواء.

وتُشارك في تمويل هذا المشروع الضخم مختلف الجهات المعنية، تشمل وزارة الداخلية، ووزارة إعداد التراب الوطني والإسكان والتعمير، ووزارة الاقتصاد والمالية، ومجلس جهة الدار البيضاء-سطات، إلى جانب ممثلين عن الجماعات الترابية المعنية.

والتزم مجلس جهة الدار البيضاء سطات بتمويل قدره 500 مليون درهم، بينما التزمت وزارة الاقتصاد والمالية بمبلغ 3.753 مليار درهم، فين حين تعهدت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بتمويل عبر دفعتين، تبلغ الكلفة الأولى 2.480 مليار درهم ثم 5.013 مليار درهم، كما ستساهم مديرية أملاك الدولة بكلفة مالية قدرها 700 مليون درهم.

ومن المقرر أن تبدأ عملية ترحيل قاطني دور الصفيح، ابتداء من شهر شتنبر من السنة الجارية، مع إعطاء الأولوية لتجمعات دور الصفيح التي تعرف انتشارا كبيرا للبراريك، منها تلك المتوجدة في سيدي مومن بالدار البيضاء.

تعليقات الزوار