كشفت اللائحة الرسمية الخاصة بوكلاء حزب العدالة والتنمية الذين سيخوضون غمار الانتخابات التشريعية المقبلة، عن مفاجأة من العيار الثقيل، تتمثل في تزكية الوجه السلفي المعروف “حماد القباج” وكيلا للائحة الحزب عن دائرة “مراكش گيليز”.
وشكل وجود هذا الإسم في اللوائح الرسمية لوكلاء حزب البيجيدي مفاجأة كبرى بالنظر إلى كون الحزب غير راغب في استقطاب أسماء سلفية قد تجر عليه انتقادات واتهامات تتعلق باحتضانه لأسماء “متطرفة”، خصوصا وأن القباج كان له موقف سلبي من المشاركة السياسية والعملية الديموقراطية.
ولاحظ عدد من المتتبعين أن موقف القباج من المشاركة في العملية السياسيىة بدأ خلال الشهور الماضية في التغير، حيث سبق له أن دعا في فيديو مصور إلى المشاركة والتصويت في انتخابات 4 شتنبر الماضي، كما كان ملفتا للانتباه كتابته خلال الأسبوع الماضي لمقال تحت عنوان: “ممارسة العمل السياسي بنية تحسين معاشات الناس أولوية شرعية، والواجب على العالم أن ينتقل من خطاب “التزهيد” إلى خطاب “الترشيد”.
يشار أن حماد القباج هو ابن مدينة مراكش، وولد يوم 8 يناير من سنة 1977، وواصل دراسته النظامية إلى السنة الأولى ثانوي، ثم توقف بسبب حادث أصيب على إثره بشلل رباعي، في أبريل عام 1993.
استأنف الدراسة في الموسم الدراسي (1995/1996) بثانوية أبي العباس السبتي بمراكش، وحصل على الرتبة الأولى في المعدل السنوي العام على مستوى الثانوية، فنظم مدير الثانوية حفلا تكريميا تقديرا لمجهوده، وألقى كلمة تأسف فيها عن عدم قدرة التلميذ حماد القباج على متابعة دراسته.
تابع دراسته بشكل انفرادي وحاول التعمق في دراسة السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وبعض العلوم الشرعية والإنسانية، وشرع في حفظ القرآن الكريم على يد أحد مدرسي دار القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بحي آسيف بمراكش، وهو الأستاذ جعفر بوهلال، الذي كان يتردد عليه في بيته مراعاة لمرضه.