أغلب الحالات قادمة من المغرب.. الحصبة تعود إلى إسبانيا بشكل مقلق

شهدت إسبانيا خلال عام 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في عدد حالات الإصابة بالحصبة، حيث تم تسجيل 328 حالة حتى شهر غشت، ما يمثل زيادة بنسبة 43% مقارنة بإجمالي الحالات المسجلة في العام الماضي.
وأوضحت وزارة الصحة الإسبانية أن أكثر من نصف هذه الحالات، أي حوالي 57%، مرتبطة بعدوى وافدة من الخارج، وكان المغرب المصدر الرئيس لهذه الإصابات، مع تسجيل بعض الحالات القليلة القادمة من رومانيا.
وكانت الحصبة في إسبانيا تحت السيطرة منذ سنوات بفضل تغطية لقاحية عالية بلغت نسبتها أكثر من 94% بين الأطفال، إلا أن انتقال العدوى من الخارج أعاد إشعال بؤر جديدة.
وأظهرت البيانات أن من بين الحالات المبلغة حتى أغسطس 2025، كانت 100 حالة مستوردة مباشرة معظمها من المغرب، بينما ارتبطت 87 حالة أخرى بالعدوى من هذه الحالات المستوردة، وما تزال 131 حالة قيد التحقيق أو لم يُعرف مصدرها بعد. وقد تم استبعاد 394 حالة مشتبه بها بعد إجراء التحاليل المخبرية.
وسجلت السلطات الإسبانية أن الربع الأول من 2025 شهد ربط 85% من الحالات المستوردة بالمغرب، خصوصًا في المناطق التي تشهد حركة عبور عالية مثل الأندلس ومليلية وكتالونيا وإقليم الباسك. كما رصدت بعض الحالات القادمة من رومانيا بسبب ارتفاع معدل الإصابة هناك وحركة التنقل بين البلدين.
على المستوى الأوروبي، سجل الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية 14.401 حالة بين يوليوز 2024 ويونيو 2025، تأكد مخبريا منها 10.276 حالة.
وكانت الفئات العمرية الأكثر تعرضا للإصابة هي الرضع دون عمر عام واحد والأطفال بين عمر سنة وأربع سنوات، ما يعكس أهمية الحفاظ على نسبة تلقيح مرتفعة.
وأظهرت التحليلات أن 84,3% من الحالات لم تتلق أي جرعة لقاح، بينما حصلت نسبة ضئيلة من المصابين على جرعة واحدة أو أكثر.
ودعت وزارة الصحة الإسبانية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إلى تعزيز المراقبة في المطارات والمعابر الحدودية، ومراجعة دفاتر التلقيح لدى الأطفال والشباب والبالغين الذين لم يستكملوا برنامج التطعيم، بالإضافة إلى تكوين الأطر الطبية لتسريع تشخيص الحالات ومنع انتشار العدوى.
ورغم تسجيل تراجع طفيف في عدد الإصابات منذ شهر مارس، إلا أن شهر يونيو وحده شهد 587 إصابة جديدة في 15 دولة أوروبية، ما يؤكد استمرار خطر تفشي المرض إذا تم التهاون في برامج التطعيم.
اترك تعليقاً