المغرب العميق

برلمانية تسائل وزير الصحة حول وفاة سيدة ورضيعها وتثير غياب العدالة المجالية بزاكورة

لقيت سيدة حامل، تنحدر من دوار أولاد بيوسف، جماعة تمكروت بإقليم زاكورة، مصرعها رفقة رضيعها، مساء أمس الأحد، أثناء محاولة نقلها من المستشفى الإقليمي بزاكورة إلى مستشفى سيدي حساين بناصر بورزازات، في مشهد مؤلم أعاد إلى الواجهة واقع المنظومة الصحية المتدهورة بالإقليم.

كشفت النائبة البرلمانية فاطمة ياسين، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، عن فاجعة إنسانية شهدها إقليم زاكورة مؤخرا، تمثلت في وفاة سيدة حامل ورضيعها في ظروف وصفت بالمأساوية والصادمة.

وأوضح المصدر أن المأساة وقعت عقب خضوع السيدة لعملية قيصرية بمستشفى زاكورة، حيث فارقت الحياة لاحقا على متن سيارة الإسعاف التي كانت تقلها إلى المستشفى الإقليمي بورزازات، وذلك بسبب غياب طبيب متخصص في التخدير والإنعاش لحظة المخاض والولادة.

وأشارت تفاصيل الواقعة، حسب ما أورده المصدر ذاته، إلى أن الرضيع ولد في حالة اختناق، بينما تعرضت الأم لنزيف حاد بعد العملية الجراحية.

وأضاف المصدر أن محاولات نقلها على وجه السرعة إلى ورزازات لم تنجح في إنقاذ حياتها، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة في الطريق، مما يسلط الضوء على حجم الخصاص الذي يعانيه المستشفى.

وأكدت النائبة البرلمانية أن هذه الفاجعة المؤلمة تعكس الخصاص البنيوي في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية والتخصصات الأساسية بمستشفى زاكورة.

ووصف المصدر المستشفى نقلا عن الساكنة بأنه “هيكل إسمنتي بلا روح”، خاصة على مستوى أقسام حيوية مثل مصلحة الأمومة والولادة، والإنعاش والتخدير، وأمراض القلب والشرايين، وهو ما يعرض حياة المواطنين لخطر دائم.

وأثارت هذه الحادثة استياء واسعا في صفوف المجتمع المدني والحقوقي وامتعاضا لدى الساكنة، التي تجد صعوبة في الاستفادة من حقها الدستوري في الصحة والحياة. واعتبرت الوثيقة أن هذه المأساة تجسيد صارخ لغياب العدالة المجالية والاجتماعية، وتستدعي استلهام توجيهات جلالة الملك في خطاب العرش الأخير الذي أكد فيه على أنه “لا مكان اليوم ولا غدا لمغرب يسير بسرعتين”.

وطالبت ياسين بفتح تحقيق عاجل ومحايد للكشف عن ملابسات وأسباب هذه المأساة وترتيب المسؤوليات. وتابعت أن التحقيق يجب أن يشمل أيضا حكامة القطاع الصحي بالإقليم، والتخصصات المتوفرة والتي تعاني من الخصاص، بالإضافة إلى التحقق من الأطر الطبية التي تتقاضى أجورها من المال العام دون تقديم خدمة فعلية للساكنة.

وتساءلت البرلمانية في ختام سؤالها عن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الوزارة لتأهيل القطاع الصحي بالإقليم وسد الخصاص المسجل بمستشفى زاكورة لتفادي تكرار مثل هذه الفواجع.

ولقيت سيدة حامل، تنحدر من دوار أولاد بيوسف، جماعة تمكروت بإقليم زاكورة، الأحد الماضي، مصرعها رفقة رضيعها، أثناء محاولة نقلها من المستشفى الإقليمي بزاكورة إلى مستشفى سيدي حساين بناصر بورزازات، في مشهد مؤلم أعاد إلى الواجهة واقع المنظومة الصحية المتدهورة بالإقليم.

وبحسب مصادر محلية لجريدة “العمق”، فإن السيدة كانت قد وضعت مولودها عبر عملية قيصرية بمستشفى زاكورة، غير أن الرضيع وُلد في حالة اختناق، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ورزازات، الذي يبعد بأكثر من 160 كيلومترا عن زاݣورة، عبر طريق جبلية وعرة تمر من منعرجات “أيت ساون” الخطيرة.

وأضافت المصادر ذاتها، أن الأم المسماة قيد حياتها مريم، تبعت رضيعها في نفس الاتجاه، بعد أن تعرضت لنزيف حاد عقب الولادة، في وقت كان المستشفى يفتقر إلى طبيب التخدير، ما حال دون تقديم الرعاية العاجلة اللازمة لها.

ولم تكمل السيدة، وهي أم لطفلة تبلغ من العمر 3 سنوات، رحلتها نحو ورزازات، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة على الطريق، وفارقت الحياة رفقة رضيعها، وهي التي خرجت من منزلها على أمل استقبال مولودها في ظروف صحية آمنة تحفظ كرامتها وسلامتها.

وخلفت الحادثة حالة من الصدمة والحزن في أوساط ساكنة تمݣروت وزاݣورة عامة، وسط تساؤلات متجددة حول مصير النساء الحوامل في الإقليم، وعدالة توزيع الخدمات الصحية بين جهات المغرب، خاصة في المناطق النائية والمعزولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *