مجتمع

طلحة جبريل: الصحافة هي السلطة الأولى والمصداقية رأس مال الصحفي في مواجهة الأخبار الزائفة

حذّر الخبير الإعلامي والصحافي المخضرم، طلحة جبريل، من المخاطر التي تشكلها شبكات التواصل الاجتماعي على الوعي المجتمعي، مؤكدا أن “تسونامي الأخبار الزائفة” التي تنتشر عبرها يساهم بشكل مباشر في “العزوف السياسي” وتسطيح النقاش العام.

جاء ذلك خلال دورة تكوينية نظمتها جريدة “العمق” لفائدة صحافييها ومراسليها، أمس السبت بالرباط.

وأوضح جبريل أن الصحافة المهنية ليست “السلطة الرابعة” كما هو شائع، بل هي في الحقيقة “السلطة الأولى”، لأنها الجهة الوحيدة القادرة على مراقبة السلطات الثلاث الأخرى (التشريعية والتنفيذية والقضائية) وتقديم الحقائق للجمهور.

وشدد على أن هذه المهمة النبيلة تضع على عاتق الصحافي مسؤولية أخلاقية كبرى، معتبرا أن “مصداقية الصحافي هي رأس ماله الحقيقي” الذي يجب الحفاظ عليه في زمن أصبحت فيه المعلومة متاحة للجميع دون تدقيق.

وانتقد جبريل الخلط الحاصل بين العمل الصحفي الاحترافي وما ينشره أي شخص عبر هاتفه المحمول، مشيرا إلى أن الصحافة حرفة وفن له قواعده وأخلاقياته، من أهمها التحري والدقة والتوازن، وهي المبادئ التي تغيب غالبا في فضاءات التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن هذا الفضاء الرقمي، رغم إيجابياته، أصبح أداة لنشر الشائعات و “الاغتيال المعنوي للشخصيات”، كما ربطت دراسات عالمية بين الاستخدام المفرط له وبين تزايد حالات الاكتئاب والقلق لدى الشباب.

وفي معرض حديثه عن مستقبل الإعلام، قدم جبريل رؤيته لمواجهة هذه التحديات عبر نموذج إعلامي متكامل أطلق عليه “الباقة الخماسية”، والذي يجمع بين صحيفة إلكترونية سريعة، وبودكاست (مدونة صوتية) للمحتوى المسموع، ومجلة ورقية متخصصة، وصحيفة مجانية لضمان الانتشار، وإذاعة محلية لخدمة المجتمع.

واعتبر المتحدث أن هذا النموذج من شأنه أن يعيد للمؤسسات الإعلامية دورها الريادي في تشكيل وعي مجتمعي سليم.

وخلال الدورة، التي استعرض فيها مختلف الأجناس الصحفية من الخبر والتقرير إلى التحقيق والبورتريه، أكد طلحة جبريل أن الصحافة في جوهرها هي “مهنة متعة وليست مهنة متاعب”، داعيا الصحافيين إلى الشغف بمهنتهم والالتزام الصارم بقواعدها لخدمة الحقيقة والمجتمع.

يشار إلى أن اليوم التكويني الذي نظمته جريدة “العمق المغربي” لفائدة صحافياتها وصحافييها، يندرج في إطار سياسة المؤسسة التي تهدف إلى تطوير مهارات وتكوينات أعضائها، ومواكبة المستجدات والتغييرات التي تطرأ على المهنة، وهي الدورة التكوينية السابعة في مسار الجريدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *