مدريد تواجه الإسلاموفوبيا: المهاجرون يمولون الضمان الاجتماعي 10 مرات أكثر مما يستهلكونه

كشفت الحكومة الإسبانية في تقرير مفصل، عن بيانات وأرقام دقيقة بهدف تفنيد الأفكار المغلوطة وتفكيك خطاب الإسلاموفوبيا الذي قالت إنه ينمو بشكل خارج عن السيطرة في عام 2025، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن المهاجرين، بمن فيهم المسلمون، يساهمون في الاقتصاد الإسباني بأكثر بكثير مما يتلقونه.
وأوضحت وثيقة الحكومة، التي تأتي في سياق تبني حكومة بيدرو سانشيز خطابا إيجابيا حول الهجرة، أن الأرقام الرسمية تدحض الروايات المعادية، حيث يساهم الأجانب بنسبة 10% من إيرادات الضمان الاجتماعي بينما لا يشكلون سوى 1% من نفقاته، مضيفة أن متوسط مساهمة المهاجر الواحد الصافية في إسبانيا تزيد بمقدار 1600 يورو سنويا مقارنة بالمواطن المحلي.
وأكد التقرير الذي نشرت مضامينه صحيفة “إلباييس” الإسبانية أن فكرة “معيشة غالبية المسلمين على المساعدات الاجتماعية” هي مجرد رواية عنصرية شائعة، حيث أظهرت البيانات أن المهاجرين يعيشون من عملهم ولهم معدل نشاط اقتصادي (69.3%) أعلى من السكان الإسبان (56.4%)، مشيرا إلى أنهم يمثلون قوة عاملة حيوية في قطاعات رئيسية مثل الخدمات المنزلية (72%)، والضيافة (45%)، والبناء والزراعة (واحد من كل ثلاثة).
وأشار المصدر ذاته إلى أن الاعتقاد بوجود “غزو” من المهاجرين المسلمين هو اعتقاد خاطئ، فوفقا للمعهد الوطني للإحصاء، يمثل السكان المولودون في الخارج 18% من إجمالي السكان، 47% منهم من أصل أمريكي لاتيني، بينما يأتي 17% فقط من دول إفريقية، وليسوا جميعهم مسلمين، كما أوضح المصدر أن المولودين في المغرب يشكلون نحو 2% فقط من إجمالي المقيمين في إسبانيا.
وتابع التقرير تفنيده للادعاءات من خلال التأكيد على أن إسبانيا تحافظ على معدلات جريمة منخفضة جدا، حيث انخفضت الجريمة التقليدية بنسبة 1.9% بين عامي 2024 و 2025، نافيا وجود أي صلة بين وجود المسلمين والشعور بانعدام الأمن، كما دحض فكرة رغبة المسلمين في فرض دينهم، موضحا أن التدين يتراجع لدى أبناء وأحفاد المهاجرين، وأن نسبة ارتيادهم لأماكن العبادة أقل من الكاثوليك المتدينين.
وأضاف التقرير الحكومي أن خطاب الكراهية ضد المهاجرين والمسلمين يتصاعد بشكل مقلق على المنصات الرقمية، حيث رصد المرصد الإسباني للعنصرية وكراهية الأجانب أكثر من 600 ألف محتوى من هذا النوع بين يناير وأغسطس، لافتا إلى أن 31% من المهاجرين المسلمين شعروا بالتمييز في السنوات الخمس الماضية، وترتفع هذه النسبة إلى 74.82% عند محاولتهم البحث عن سكن.
اترك تعليقاً